من جديد تعود مدينة غدامس لصدارة الأحداث تحسبا لاشتعال العمليات العسكرية التي ما تهدأ لتبدأ مرة أخرى.

البداية هذه المرة من تعليمات أصدرها صدام نجل المواطن الأمريكي خليفة حفتر للمليشيات التي يرأسها بالتوجه إلى مختلف مدن ومناطق الجنوب الغربي

مليشيا حفتر قالت إن هذا التحرك يأتي في إطار “خطة شاملة لتأمين الحدود الجنوبية للوطن؛ وتعزيز الأمن القومي للبلاد زاستقراره في هذه المناطق الحيوية”.
على الجهة المقابلة اعتبرت المليشيات المسيطرة على طرابلس، أن هذه التحركات بمثابة إعلان حرب جديدة يشنها المواطن الأمريكي لفرض سيطرته على معبر “غدامس ــ الدبداب” الحدودي مع دولة الجزائر.

محللون للشأن السياسي ــ العسكري الليبي، أكدوا أن هذه التحركات تزعج ليس فقط المليشيات المسيطرة على العاصمة طرابلس، وإنما تقلق كذلك الجزائر الجارة الأقرب لمدينة غامس، من حيث إنها مناطق تزخر بالغاز فضلا عن التوترات الأمنية التي تشتعل جراء دخول قوات للمنطقة.

وفي السياق، قال الباحث السياسي فرج زيدان، إن الجيش الجزائري يتحسس من وجود قوات حفتر على المنطقة الحدودية التي تفصل بين البلدين.

وأضاف زيدان عبر تصريحات متلفزة على قناة “العربية الحدث” أمس الخميس، أن هذه الحساسية تزيد عندما نتحدث عن تواجد عسكري في المناطق المتنازع عليها بين البلدين منذ فترة القائد الراحل معمر القذافي.

وأشار إلى أن هذه المناطق المتاخمة للجزائر ماتزال موضع تنازع حول ترسيم الحدود، وكذلك مكامن الغاز الموجودة تحت الأرض وتستفيد منها الجارة.

وأوضح أن الجزائر تستفيد من عدم تشغيل آبار الغاز من الجانب الليبي؛ لزيادة نسب الغاز الذاهب إليها بطبيعة الحال.

وأردف أن الجزائر “تقلق” دائما من إعادة سيطرة ليبيا على هذه المناطق خاصة في حال بسط قوات حفتر عليها.

واستكمل أن حفتر قام بإرسال رسائل “طمأنه” للجزائر مفادها أن هذه التحركات هدفها تأمين هذه المناطق يساعد الدولة الشقيقة في مكافحة الإرهاب وتنظيم الحدود.

ونفى وجود تصعيد عسكري بأن قوات حفتر، معتبرا أن ما يحدث هو خطة أمنية تشمل المناطق الحدودية خاصة الجنوب الغربي.

واتهم زيدان المليشيات في الغرب، بأنها تنزعج من تحركات قوات حفتر في هذه المناطق؛ لأنها شريان الهجرة غير الشرعية وتهريب الوقود والنفط إلى الجنوب مع النيجر تحديدا.

Shares: