انتخابات توصف بأنها الأكثر سخونة، ونتائجها تحدد ملامح المشهد السياسي في الفترة المقبلة، هكذا تترقب ليبيا غدا نتائج انتخابات اختيار رئيسا جديدا للمجلس الأعلى للإخوان المسلمين “الاستشاري للدولة”.

ويترشح على هذا المنصب السيد عادل كرموز المنتمي لكتلة التوافق في المجلس، وكذلك السيد بلقاسم قزيط، والرئيس الحالي للمجلس محمد تكالة، والمعروف بدعم عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية له؛ لأنه بمثابة طوق النجاة للأخير لبقائه في السلطة.
أما المرشح الرابع والأخير، هو خالد المشري الرئيس السابق للمجلس لخمس سنوات متتالية، ويوصف بأنه المنافس الأشرس لتكالة.

ويعزو مراقبون، أن مصير جديد للبلاد تكتبه نتائج هذه الانتخابات؛ لأن الفائز سيكون كلمة السر لبقاء حكومة الوحدة منتهية الولاية، أو الاتفاق مع مجلس النواب على تشكيل حكومة جديدة، أو لربما عقد موائمة سياسية من شأنها الدخول في مفاوضات جديدة تُنهي المرحلة الانتقالية وتفضي إلى إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وهو أمل يتطلع إليه الليبيون ويتمسكون به، فكيف ستكون النتائج وأي من المعسكرين سيحظى بكتابة سطرا جديدا لمستقبل ليبيا..

وبدوره وصف الكاتب السياسي أحمد بوعرقوب، انتخابات لاستشاري للدولة، بالمعقدة لأنها سترسم مع مجلس النواب المشهد السياسي في البلاد مستقبلا.

ورجح بوعرقوب، خلال تصريحات متلفزة عبر قناة “العربية الحدث”، اليوم الإثنين، فوز خالد المشري الرئيس السابق للمجلس باعتباره المرشح الذي يتلقى الدعم السياسي الأكبر منباقي المرشحين الثلاثة.

وأضاف أن المرحلة الحالية تفرض وجود المشري؛ لحلحلة حالة الانسداد السياسي، مشيرا إلى وجود “دفع” داخلي للمشري وآخر بأطراف خارجية تريد وجود تسوية سياسية شاملة في البلاد.

ورأى أحمد بوعرقوب، أن المنافسة صعبة جدا بسبب أن تكالة يتلقى دعما مباشرا وقويا من حكومة الوحدة الوطنية.

وقال إن من أتي بتكالة رئيسا للاستشاري للدولة هوعبد الحميد الدبيبة، وهو الذي دعمه في الانتخابات الماضية ضد المشري؛ لأن الأخير كان يدفع بتشكيل حكومة جديدة، يكون هو رئيسها.

وفسر الكاتب السياسي، رغبة المشري في العودة إلى رئاسة الاستشاري للدولة، مبينا أنه سيعود للثأر الشخصي من حكومة الدبيبة التي أطاحت به من رئاسة المجلس.

وأكد أن المشري، سيعمل على الإطاحة بحكومة الوحدة، باعتبار أنها منتهية الولاية، ومن ناحية أخرى يعلم أن الاستشاري بمثابة الغرفة الثانية للسلطة التنفيذية، وبالتالي ضمان العرقلة من الاستشاري للدولة هو الحافز للسيطرة على المجلس من خلال شخصية موالية للدبيبة وحكومته.

ووصف بوعرقوب، المرشح عادل كرموز، بالشخصية الأكثر اعتدالا والذي يدفع لإيجاد تسوية سياسية في البلاد، وهو ينتمي لكتلة التوافق التي قادت المفاوضات مع البرلمان للوصول للتعديلات “12،13” من الإعلان الدستوري.

وحذر من وجود خطر على كيان الدولة الليبية؛ لأن هناك أصوات بدأت ترتفع لتقسيم البلاد، وهو السيناريو الأقرب في حال فاز تكالة، بسبب تعنت الدبيبة في تسليم السلطة الأمر الذي يعقد المشهد تماما ويوصل رسالة مفادها لا حل سياسي يفضي إلى انتخابات.

وأبدى تخوفه من نجاح تكالة في الانتخابات، معتبرا أن استمراره لعام آخر “خطر” على الأمن القومي الليبي؛ لأن حكومة الدبيبة أفسدت الحياة السياسية في البلاد من خلال إفشال الانتخابات وإهدارها للمال العام.

Shares: