مناورة أم محاولة إفلات من المسؤولية السياسية أمام الشعب الليبي، أقاويل تتردد كالنار في الهشيم، بداية من اليوم الثاني لإغلاق حقل الشرارة النفطي جنوبي البلاد، تفيد بأن “حراك فزان”، أو لربما بعض أهالي الإقليم هم من أقفلوا الحقل، احتجاجا على تردي أوضاعهم المعيشية، لاسيما أنهم سبق وأغلقوا بعض الحقول لأسباب مماثلة.
وبحسب مراقبون، ثمة تراجع يشوبه الترقب الحذر من ردة فعل محلية، ودولية خاصة إسبانيا باعتبارها الدولة التي أصدرت مذكرة التوقيف بحق صدام نجل المواطن الأمريكي، خليفة حفتر ووريثه الذي يحضره لتولي “القيادة العامة” من بعده.. أسئلة كثيرة يضع بعض إجاباتها بشير الشيخ الناشط السياسي ورئيس حركة فزان والذي أكد أن قوات حفتر هي التي أعطت أوامرها لإغلاق حقل شرارة.
وأضاف الشيخ، خلال تصريحات متلفزة عبر فضائية “بوابة الوسط” اليوم الأحد، أن قرار الإغلاق كان مفاجئا للجميع بمن فيهم أهل الجنوب، وكذلك القوات الموجودة بالحقل.
ونفى إقفال الحقل من قبل أهل الجنوب، أو من أجل الضغط لتنفيذ مطالبهم، مضيفا: “كنا نتوقع إعلان القيادة العامة إغلاق الحقل بناء على مطالب حراك فزان”.
وأصر على ملكيته لأدلة ومصادر -رفض الإفصاح عنها- تؤكد قيام صدام خليفة حفتر، بإعطاء الأوامر عبر الهاتف لإغلاق الحقل، وهو ما تم بالفعل.
وأشار إلى “الجميع في الجنوب” يعلمون أن ما يسمى بالقيادة العامة، هي الجهة الوحيدة القادرة على إغلاق الحقول النفطية.
ودافع عن قوله بإن قرار الإغلاق أصدره نجل المواطن الأمريكي خليفة حفتر، بأنه لا وجود لأهالي الجنوب أمام الحقل عند إغلاقه، و”اسألوا المهندسين”.
واستنكر رئيس حركة فزان إغلاق الحقل؛ لأن الشركة الإسبانية تشارك فيه بنسبة 12% فقط والباقي ملكية عامة لليبيين، وهو ما يعني خسارة فادحة يتحملها المواطن.
وردا على الاتهامات الموجهه لحراك فزان، باستغلال ورقة النفط للضغط السياسي، قال إنهم اضطروا إلى إغلاق الحقول النفطية؛ لأن تنظيم داعش كان يذبح في أبناء الجنوب، فضلا عن تردي الأوضاع المعيشية بشكل عام.
ولفت إلى أن الجيش يبسط الأمن في الجنوب؛ ولهذا السبب توقفت الحروب الأهلية التي كان الإقليم يعاني منها، ولكن لا نعرف بالضبط ماهو دورها أحيانا وزارة رياضة ترعى دوريات وأحيان أخر وزارة ترفيه تقيم حفلات.
وبرر إغلاق الحراك للحقل في وقت سابق، بأن المواطن الجنوبي يشعر بغبن وظلم كبيران؛ بسبب نقص الوقود والسيولة وأساسيات الحياة الكريمة، ولا يشعر به المسؤولين في الشرق والغرب.
وتساءل الشيخ، حول اعتقال الشيخ علي بوسبيح الذي تم سجنه بغير أمر قانوني.
وفي وقت سابق، نفى مصدر ليبي، اليوم الأحد، التقارير الإعلامية التي أفادت بإغلاق حقل الشرارة النفطي على أيدي محتجين محليين، مؤكدًا أن هناك استعدادات للإغلاق قد بدأت بالفعل، بحسب قوله.
وذكرت الوكالة قول المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن حقل الشرارة النفطي لم يغلق حتى الآن، ولكن هناك استعدادات للإغلاق غدا، موضحًا أن هناك رسائل وصلت إلى الموظفين والمهندسين في الحقل تفيد بأن الإغلاق سيبدأ اعتبارا من صباح الغد.
وأضاف أن هناك احتجاجات غير واضحة التفاصيل حتى الآن، تتعلق بحراك محلي لديهم بعض المطالب لم تتضح بعد طبيعة هذه المطالب بشكل كامل، إلا أنها تتسبب في توتر واستعدادات لإغلاق الحقل”.
وكان مهندسان بالحقل قد صرحا، بأن محتجين محليين أغلقوا الحقل جزئيا، في وقت متأخر، فيما نقلت بوابة “الوسط” الليبية عن مصدر، قوله إن “مجموعة لم تعلن عن نفسها حتى الآن تلقت أوامر بإقفال الحقل”.