كشف تقرير تحليلي أمني صادر عن المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية عن تجدد نشاط الجماعات الانفصالية الأزوادية في شمال مالي، مسلطاً الضوء على تأثيراتها المتزايدة على الوضع الأمني في الجنوب الليبي.
التقرير أشار إلى القدرات العسكرية الكبيرة التي تمتلكها هذه الجماعات والتي تعود جزئياً إلى تداعيات سقوط نظام القائد الشهيد معمر #القذافي.
ويشير التقرير إلى أن بعض هذه المجموعات لا تزال متواجدة داخل الأراضي الليبية، مطالبة بما تصفه بـ”حقوق المواطنة الكاملة” للحصول على الجنسية الليبية.
ويحذر التقرير من أن استمرار حالة الانقسام السياسي في ليبيا، إلى جانب التحديات التي تفرضها الامتدادات الاجتماعية لبعض المكونات الليبية مع دول الجوار، قد يتحول إلى تهديد حقيقي لتماسك ووحدة الأراضي الليبية. ويزداد هذا الخطر مع تصاعد التنافس الدولي على النفوذ في منطقة الساحل والصحراء.
كما يلفت التقرير الانتباه إلى التواجد الروسي في ليبيا والحديث عن ترتيبات لإطلاق ما يسمى بـ”الفيلق الأفريقي”، معتبراً أن ذلك قد يكون عاملاً حاسماً في التأثير على الكثير من المعطيات في المنطقة.
وفي هذا السياق، يشير التقرير إلى ما تناقلته بعض المصادر عن استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة النظر في تصنيف الجماعات المسلحة في شمال مالي والنيجر، خاصة تلك المحسوبة على الطوارق والعرب، ونقل التصنيف من المجموعات الإرهابية إلى أفراد ومجموعات مسلحة، تعمل الولايات المتحدة على المساهمة في إدماجهم في برامج محلية وأنشطة ووظائف حكومية.
في مقابل انخراط تلك المجموعات في مواجهة المشروع الروسي في المنطقة، وهذه من آثار دخول التنافس الدولي حيز الوجود في المنطقة حتى وإن كان بطرق غير معلنة بشكل رسمي.
ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن هذه التطورات تعكس آثار دخول التنافس الدولي حيز الوجود في المنطقة، حتى وإن كان ذلك بطرق غير معلنة رسمياً، مما يضيف بعداً جديداً للتحديات الأمنية التي تواجهها ليبيا، وخاصة في مناطقها الجنوبية.