أصدرت حكومة الدبيبة بياناً رسمياً منذ قليل، تعلن فيه عن متابعتها الحثيثة لمحاولات إغلاق حقل شرارة النفطي، محذرة من تداعيات هذه الخطوة على الاقتصاد الوطني ومعيشة المواطنين.

وأكد البيان، أن حقل الشرارة يمثل شرياناً اقتصادياً حيوياً للبلاد، حيث يساهم بحوالي 40% من إنتاج النفط في ليبيا. وتبلغ حصة ليبيا من إنتاج الحقل 88%، بينما تصل حصة المشغل الأجنبي إلى 12%.

وشددت حكومة الدبيبة، على رفضها القاطع لأي محاولات تهدف إلى تعطيل إنتاج النفط، معتبرة أن مثل هذه الأعمال تزيد من معاناة الشعب الليبي الذي عانى بالفعل من أزمات إقفال النفط المتكررة في السابق، والتي تسببت في أضرار جسيمة للاقتصاد الوطني وأثرت سلباً على حياة المواطنين.

وأكدت في بيانها أن الثروات النفطية هي ملك لكل الليبيين، ولا يجوز استخدامها كورقة ضغط لتحقيق أهداف سياسية أو شخصية.

وتعهدت باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية مصالح الشعب والدفاع عن حقوقه في الاستفادة من ثروات البلاد.

وفي ختام البيان، دعت الحكومة جميع الأطراف إلى تحكيم لغة العقل وإعلاء مصلحة الوطن والمواطن، والتخلي عن الأعمال التي تضر بالبلاد.

وأكدت على التزامها بحماية المصالح الوطنية والحفاظ على استمرارية إنتاج النفط باعتباره المصدر الرئيسي للدخل القومي الليبي.

وفي سياق متصل، كشف بشير الشيخ، القيادي في حراك غضب فزان، عن تفاصيل مثيرة حول إغلاق حقل الشرارة النفطي في ليبيا.

وفقاً للشيخ، في تصريحات مرئية، فإن صدام حفتر أصدر تعليمات فورية عبر الهاتف لإغلاق الحقل، وذلك رداً على محاولة اعتقاله في إيطاليا بناءً على مذكرة توقيف صادرة من إسبانيا.

وأوضح أن إغلاق حقل الشرارة، الذي تديره شركة ريبسول الإسبانية، تم دون استخدام قوة عسكرية ولم يواجه أي معارضة.

وأضاف أنه لا يستطيع أحد الحديث عن هذا الإغلاق، ومن يزايدون علينا عاجزون عن التصدي لصدام حفتر.

ونفى الشيخ بشدة أي علاقة له بإغلاق النفط، قائلاً: “أرفض اتهامي بإغلاق الحقل. من يتحدثون الآن لا يستطيعون فتح النفط وعليهم التواصل مع صدام مباشرة”.

وتحدى المنتقدين بقوله: “إذا كان هناك من يجرؤ من بين من يتهموننا، فليخرج الآن لفتح النفط أو معارضة قرار إغلاقه”.

وفي معرض دفاعه عن مواقف الحراك السابقة، أشار الشيخ إلى أن إغلاق النفط في الماضي كان بسبب تهديدات إرهابية وظروف معيشية صعبة في الجنوب. وقال: “كنا نغلق النفط على حق ومن أجل حقوق الناس. لم يكن لدينا وقود أو خدمات صحية. هل كنتم تريدوننا أن نموت؟”

وانتقد الشيخ بشدة من يغلقون النفط حالياً، متهماً إياهم بالسعي وراء مصالح شخصية.

كما أكد على موقفه السياسي قائلاً: “لا أحب الإخوان ولا تربطني بهم أي علاقة، وأرفض عسكرة الدولة. أنا مع الدولة المدنية”.

ولفت إلى أن الحراك حين أغلق النفط كان الدواعش يذبحون فينا وفي أبناء الجنوب، وكنا نغلقه على حق ومن أجل حقوق الناس، كما لم يكن لدينا بنزين أو غاز ولا مستشفيات، فهل كنتم تريدون أن نموت؟

وتملك ليبيا أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا، لكن إنتاج الخام غالباً ما يكون في قلب الصراع السياسي، حيث تغلق جماعات مسلحة أو محتجون المرافق على نحو دوري للضغط من أجل الحصول على مطالب لهم.

وجرّاء انخفاض إنتاج حقل الشرارة النفطي، من المتوقع أن تخسر ليبيا يوميا حوالي ثلث إنتاجها من النفط، كما سيتكبد الاقتصاد الليبي خسائر مالية يومية، وهو أحد أكبر مناطق الإنتاج في البلاد. واستهدف على نحو متكرر لأسباب سياسية متنوعة ومطالب من قبل محتجين محليين.

 

Shares: