قال عضو مجلس اللوردات البريطاني، وزير القوات المسلحة اللورد نيكولاس سومز، إن مكافحة الفساد النفطي في ليبيا ينبغي أن تصبح أولوية للقوى الغربية مثل بريطانيا، لافتا إلى أن تجاهل هذا الفساد يضع ليبيا على طريق الدمار.

وتحدث سومز في مقال نشرته «ذا تلغراف» البريطانية عن استغلال الثروة النفطية الهائلة التي تملكها ليبيا لإحباط أي مساعٍ للانتقال إلى الدولة الديمقراطية، وقال: بدلا من تسهيل الثروة النفطية في ليبيا المسار صوب الرخاء الاقتصادي تم استخدامها لإحباط أي طموحات ديمقراطية للشعب الليبي عند كل منعطف.

ويحمل اللورد سومز مؤسسة للنفط ورئيسها فرحات بن قدارة مسؤولية ما وصفه بـ«فرص ضائعة»، وقال: «تلعب المؤسسة الوطنية للنفط، بقيادة بن قدارة، دورًا محوريًا في تلك الفرص الضائعة، حيث إن الفساد المتزايد وسوء الإدارة مستوطن داخل المؤسسة الوطنية للنفط وموثق بشكل جيد.

وحذر سومز من تركيز روسيا على القارة الأفريقية كجبهة جديدة لتوسيع نطاق نفوذها ومصالحها خارج أوكرانيا، ويؤكد أنه لا يمكن للغرب غض الطرف.

وقال عضو مجلس اللوردات البريطاني، وهو حفيد ونستون تشرشل، إنه رغم التداعي على الجبهة الأوكرانية، لا يمكن أبدا الاستهانة بفلاديمير بوتين، ورغم أن المجهود الحربي دفعه إلى إبرام صفقات مع ديكتاتوريين أمثال زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلا أنه لا يزال خبيرا تكتيكيا.

وأضاف أن بوتين يواصل تعزيز توغل روسيا مستخدما طرقا سرية عدة، ومستغلا الأحداث الدولية لضمان منافع لبلده روسيا في كل مناسبة.

وبعد تعثره في أوكرانيا، يشير سومز إلى تحول بوتين إلى أفريقيا باعتبارها جبهة جديد يمكن من خلالها تحدي المصالح والقيم الغربية، ملوحا بما وصفه بـ«جزرة الفساد» لدعم الفصائل السلطوية داخل الأنظمة الديمقراطية المتعثرة.

وفي منطقة الساحل ودول مثل جمهورية أفريقيا الوسطى، يقول السير سومز: إن بوتين تمكن بسرعة من تكوين صداقات مع أولئك الذي يحتقرون حقوق الإنسان والديمقراطية، في حين يستخدم التكنولوجيون السياسيون من مجموعة فاغنر الحملات المضللة للإيقاع بين الشعوب العادية والغرب.

وفي حالة ليبيا، قال سومز إن روسيا تستغل التوترات الأهلية المستمرة والمناوشات بين حكومة الدبيبة وحفتر، حيث تقدم الدعم الكامل لمحاولة حفتر إنشاء سلالة حاكمة جديدة تعيد ليبيا مجددا إلى الحكم الديكتاتوري.

وأضاف أن تلك الصداقة الناشئة مكنت بوتين من إرسال قواته المرتزقة إلى ليبيا وما بعدها، ما تسبب في زعزعة استقرار عديد من بلدان منطقة الساحل في أفريقيا، كما أنها سمحت ببدء النقاشات حول إقامة قاعدة جديدة للغواصات النووية الروسية في ميناء طبرق.

ونبه اللورد سومز إلى أن هذا يضع الاتحاد الأوروبي في مرمى النيران الروسية، ويجعل من البحر المتوسط ساحة معركة جديدة محتملة، وقال: «في اعتقادي، يستحضر هذا في ذهني سيناريو أزمة الصواريخ الكوبية، ولكن هذه المرة مع وجود أوروبا في مرمى النيران وتحول البحر المتوسط إلى ساحة معركة جديدة محتملة لأوروبا الغربية».

Shares: