كشفت صحيفة “أنتي ديبلوماتيكو” الإيطالية عن تصاعد الأنشطة الإيطالية في ليبيا، التي تُعَدّ من أغنى دول القارة الأفريقية بالغاز والنفط.
وتشهد ليبيا منذ أحداث 17 فبراير عام 2011 حالة من التناحر السياسي والتكالب على ثروات ليبيا دون النظر إلى أحوال الليبيين الذين يعانون الويلات، حتى أصبحت البلاد مطمعا لكل الدول المجاورة.
وأكدت الصحيفة، أنه منذ تدخل حلف الناتو في عام 2011، تعاني ليبيا من انقسام وفوضى أمنية وسياسية متزايدة.
تناولت الصحيفة في تحليلها الأزمة السياسية المستمرة في ليبيا، وركزت على التدخلات الخارجية، سواء كانت إيجابية أو سلبية، والتي تستغلها دول الناتو لتحقيق مصالحها، دون مراعاة معاناة الشعب الليبي.
وأكدت الصحيفة في مقالها، أن التوغل الأجنبي في المنطقة الغربية تحت سيطرة حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، حيث أرسلت شركة “أمينتوم” الأمريكية، التي تمولها البنتاغون، لتشكيل وحدات مسلحة من الميليشيات وإنشاء قواعد عسكرية أمريكية في المنطقة.
تم الاتفاق بين إيطاليا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة على تشكيل ما يُعرف بالفيلق الأوروبي، تحت ستار مواجهة التوسع الروسي. لكن الهدف الحقيقي يظل حماية مصالح هذه الدول في المنطقة.
أشارت الصحيفة إلى أن تمويل الفيلق الأوروبي سيتم باستخدام الأموال الليبية المجمدة في البنوك بالخارج، ما يعكس سياسة مشابهة لتلك التي تستخدمها واشنطن لدعم أوكرانيا. هذا التمويل قد يُعمق الانقسام في ليبيا، الأمر الذي يرفضه الكثيرون.
تسعى إيطاليا من خلال الفيلق الأوروبي إلى حماية منشآتها النفطية من هجمات الجماعات المتمردة، وقمع أي مظاهرات قد تندلع من قبل العمال والمواطنين المطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية.
وأوضحت الصحيفة، أن الولايات المتحدة وفرنسا تواجها تحديات جديدة بعد طردهما من عدة دول أفريقية، ما يزيد من ضغوطهما للبحث عن موطئ قدم في ليبيا.
وشددت الصحيفة، على أن التواجد الأجنبي، وخاصة الفيلق الأوروبي، سيؤدي إلى تفاقم الأزمة في ليبيا، ما لن يؤدي إلى حلول سياسية بل قد يغرق البلاد في حرب أهلية، مما يجعل الشعب الليبي هو الضحية الوحيدة.