تبرز مصر وتركيا كأحد أهم الدول الفاعلة في المشهد السياسي الليبي، غير أن الأخيرة تتدخل عسكريا لدعم ما تعتبره “شرعية” حكومة الوحدة الوطنية، “المعترف بها دوليا”، في إدارة شؤون البلاد.
ويثير التقارب بين الدولتين عدة تساؤلات حول تأثيراته المتوقعة وانعكاسه بالتبعية على ليبيا التي تعتبر ملفا ساخنا بين الطرفين اللذين كانتا بالأمس القريب متنازعتين لعدة قضايا أبرزها الملف الليبي، خاصة التحالفات التي تعقدها كل منهما بين الأطراف المحلية المتنازعة على حكم البلاد.
يزيد من حدة هذه التساؤلات الزيارة المرتقبة للرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، لتركيا الشهر المقبل، والقضايا التي ستطرح خلالها، ومرحلة العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة، وكذلك أهداف الدولتين من هذا التقارب.
قال المحلل السياسي التركي، فيراس أوغلو، إن العلاقات بين بلاده ومصر، تمر بمرحلة ثالثة، بانتظار الزيارة المرتقبة للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى أنقرة خلال الشهر المقبل.
وأوضح أوغلو، خلال تصريحات متلفزة، عبر برنامج “الليلة وما فيها”، المذاع على فضائية “ليبيا الأحرار”، أمس السبت، أن هناك متغيرات مختلفة جدا عما كانت عليه زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لنظيره المصري.
وأضاف أن أهم هذه المتغيرات هو ما يحدث في غزة، وكذلك اتساع خطوط التجارة العالمية في الشرق الأوسط، وتركيا وليبيا جزء منه.
ولفت المحلل السياسي التركي، إلى أن بلاده تريد في هذه المرحلة، تثبيت التحسن في العلاقات مع مصر، وفي مرحلة مقبلة ترفيع مستوى العلاقات بين البلدين.
وأشار إلى أن أبرز الملفات التي سيتم التباحث بشأنها خلال زيارة الرئيس المصري لتركيا، هي الحرب الدائرة في فلسطين، وكذلك التصعيد الحاصل بين دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولبنان، وأخيرا تداخل بعض القوى الخليجية في الملف الليبي.
وحول موقف مختلف الأطراف الليبية من هذا التقارب، أوضح أن تركيا الآن تفتح علاقات مع الشرق الليبي، وبالتالي ليس هناك أي غضاضة لدى أي ممن يملكون زمام الأمور سواء في الشرق أو الغرب من التقارب التركي ــ المصري.