قال الصحفي العراقي سلام مسافر إن اتهام نظام القذافي، بإخفاء الإمام موسى الصدر، أثناء زيارته إلى ليبيا في أغسطس 1978، واعتقال هانيبال القذافي في لبنان، تحوّل إلى مادة للمساومة السياسية والابتزاز خلال العقود الأخيرة.

وأضاف مسافر عبر صفحته الشخصية على فيس بوك أن نظام القذافي أعلن في أكثر من مناسبة وعلى لسان أكثر من مسؤول، أن الصدر غادر الأراضي الليبية إلى إيطاليا في طريق العودة إلى لبنان ولا علاقة لطرابلس باختفائه.

وأوضح أن هانيبال القذافي، كان بعمر السنتين حين انقطعت أخبار الصدر، واتهام نظام القذافي بإخفائه وربما تصفيته، حوّل الحادث الذي هز الطائفة الشيعية في لبنان والعالم إلى مادة للمساومة السياسية.

قضية هانيبال القذافي تعود إلى الواجهة بين الحين والآخر رغم مرور ما يقارب العقد من استدراجه إلى لبنان واعتقاله بتهمة إخفاء معلومات عن اختطاف موسى الصدر أثناء زيارته إلى ليبيا.

ولفت إلى أنه بعد عدوان حلف الناتو على ليبيا، وسقوط نظام القذافي، لم يقدم حكام ليبيا الجدد معلومات مفيدة عن اختفاء الصدر، ولم يتم استدعاء شخصيات كانت فاعلة أثناء حكم القذافي للشهادة أمام هيئة دولية أو محلية مستقلة، وظل الملف معولا يهدم أطلال العلاقة الليبية اللبنانية ومادة للابتزاز.

وأشار الصحفي العراقي إلى أنه من بقي حيًا من أسرة القذافي وأبنائه، خرجوا بعد استشهاده، إلى عدد من الدول، وكان نصيب هانيبال الاستضافة في سوريا برعاية رئيسها.

وقال الصحفي العراقي سلام مسافر إننا لم نسمع عن جهد سوري أو إيراني للكشف عن مصير رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الأقرب إلى إيران الفارسية، فبعد فترة قصيرة من اختفاء الصدر، ذهب إلى ليبيا وفد من المجلس الشيعي الأعلى، وحصل على المعلومات التي طلبها من السلطات الليبية.

وأضاف أن الوفد عاد من ليبيا باستنتاج واحد هو أن الصدر لم يعد على قيد الحياة! كيف توصلوا إلى هذه النتيجة؟ سؤال يبقى أيضاً في دائرة الغموض، لكن “عادوا بقناعة أن الصدر ليس حيا”.

ونقل الصحفي قول المحامية اللبنانية البارزة بشرى خليل: “اتفق أعضاء الوفد على تأجيل نعي الصدر منعًا لاندلاع حرب طائفية في لبنان، ولأن الشارع الشيعي كان محتقنا آنذاك، على أن يتم التبليغ في وقت لاحق بانتظار تهدئة الخواطر”.

وأوضح أنه منذ ذلك التاريخ، تحول ملف الصدر إلى مادة للابتزاز والمساومة في إطار السعي لعقد صفقة سخية مع ليبيا المتهمة بإخفائه، ولم تتحقق الصفقة في حياة القذافي، ولم يتدخل أصدقاء بل حلفاء العقيد في كل من دمشق وطهران بجهد معلن للكشف عن مصير الإمام الغائب.

كما لم نسمع من الرئيس الراحل حافظ الأسد ومن نجله الرئيس بشار، موقفًا رسميًا ينحى باللائمة على القذافي، كل ما نعرفه أن دمشق استضافت نجله هانيبال، برعاية من الرئيس بشار الأسد.

وأضاف الصحفي أن استدراج هانيبال إلى لبنان قبل تسع سنوات وحبسه دون محاكمة، أزعج القيادة السورية، وأثار غضب السيد حسن نصر الله.

كما أن استدراج هانيبال ترك في روسيا حليفة سوريا وحزب الله وإيران، انطباعًا سيئا عن الجهة المتهمة باختطاف وسجن هانيبال، وعنوانها معروف: حركة أمل ورئيس البرلمان اللبناني المزمن نبيه بري.

وأشار إلى أن بري يسعى للحفاظ على شعبية متآكلة لصالح حزب الله بين أبناء الطائفة في لبنان، متمسكًا بملف الإمام موسى الصدر، كما أن بقاء هانيبال في السجن اللبناني دون محاكمة وبتهمة واهية “إخفاء معلومات عن مصير الإمام الصدر”، تجسد تدهور سمعة الدولة اللبنانية.

وأضاف أنه مع ذكرى اختفاء الإمام الصدر في أغسطس، وفشل الجهود لإطلاق سراح هانيبال من السجن في لبنان، يعود الملف إلى الواجهة، خاصة بعد تصريحات منسوبة إلى الوزير اللبناني السابق، وئام وهاب.

وئام وهاب، قال في التصريحات المنسوبة إليه، إنه يملك معلومات بشأن قضية اختفاء الإمام موسى الصدر.

نقلت قناة “الغد” عن وهاب قوله “وصلتني هذه المعلومات في أثناء لقاء سابق بالقذافي في ليبيا، لكني لا أستطيع الإفصاح عنها تجنباً للمشاكل”.

وئام كشف عن أن الإمام الصدر “لم يعد موجوداً خلال الأيام الثلاثة الأولى من غيابه”.

وتتطابق تصريحات وئام وهاب، السياسي اللبناني المعروف بعلاقاته الوثيقة مع القيادة السورية، مع رواية المحامية البارزة بشرى خليل، وتكتمل مع فرضية أن الإمام لم يعد حيًا.

المحامية خليل، كما تنوه، تتعرض إلى التهديد بعدم الدفاع عن هانيبال، وأن أسرة نجل القذافي أبلغتها بسحب الملف من مكتبها بناء على طلب جهة لبنانية وعدت بحل القضية إذا انسحبت منها المحامية بشرى خليل.

ترى هل يخشى وئام وهاب، غضب نفس الجهة، فيكشف نصف الحقيقة ويترك النصف الآخر مُعلقًا، ومعه يبقى هانيبال القذافي، مصلوبًا في سجن، يقول محاموه إنه قبو لا تصله أشعة الشمس؟.

هل لم يعد في لبنان المتشظي من يردم الهوة بين شعارات التحرير وكل شيء من أجل المعركة، وبين عذابات رجل كان بعمر السنتين حين اختفى رجل دين حوله الابتزاز السياسي إلى مُنتظر؟!.

Shares: