أصدرت لجنة متابعة السجناء السياسيين للمجالس الاجتماعية لقبائل ورفلة والقذاذفة والمقارحة وأولاد سليمان بيانًا حادًا موجهًا إلى عبد الله الصادق “عبدالحكيم الخويلدي بلحاج” المعروف بـ “أمير الجماعة الليبية المقاتلة”.

وجاء في البيان، الصادر أمس الجمعة في طرابلس، انتقادات شديدة لبلحاج وجماعته، متهمة إياهم بالمسؤولية عن تجنيد الشباب الليبي للقتال في معارك خارجية بتمويل من مخابرات دول أجنبية خلال الثمانينات والتسعينات.

وأكد البيان، أن ذلك أدى إلى تدمير مستقبل هؤلاء الشباب وتدمير عائلاتهم، وكان وجماعته ممن أولو الناتو أمرهم في عدوانه على ليبيا في 2011، وكانوا جزء من المشروع الذي أدي إلي قتل وتغييب وتهجير وسجن وتدمير ونهب ممتلكات مئات الآلاف من الليبيين وإيقاف حركة التنمية في البلاد وتسليم أرشيفها القومي إلي دول أخرى وغيرها من النتائج الكارثية التي لحقت بوطننا.

ووجه البيان رسائل مهمة جاءت كالتالي:

 

  • إلي كل أنصار النظام الذي أسقطه الناتو والذين انخرطوا تحت دعاوي مختلفة في اللقاء أو الحوار مع عبد الحكيم بلحاج وجماعته وآخرين يشبهونهم، سواء كانت هذه اللقاءات علنية في (داكار) أو غير معلنة قبلها وبعدها، تذكركم بالقول “لا يلدغ المؤمن من نفس الجحر مرتين” وبهذا فأننا نؤكد بأنه لا ثقة فيهم ولا أمان لهم وأنه لا خير فيهم للبلاد والعباد، وأننا بعد ألان سنحاسب اجتماعيا وأخلاقيا كل من يثبت تورطه في استمرار التواصل معه كائنا من يكون .
  •   إلي عموم الليبيين، وبغض النظر عن الانتماء السياسي فان ليبيا بلدنا نحن الذين نتأثر مباشرة بأوضاعه وهؤلاء أصبحوا يملكون الأموال الغير معروفة المصدر، ويتبعون مشاريع دول أخري ويحملون فكرًا يخصهم ويسعون لتنفيذه حتى علي حساب استقرار ليبيا، وننصحكم نصيحة أخوية من (مطلعين) بأن هؤلاء لا عهد لهم ولا ذمة ولا ميثاق، فلا تصدقوهم ولا تركنوا لهم ولا تكونوا وقودا لمشاريعهم العابرة للحدود.
  • إلى أبو عبد الله الصادق، فأنكم قد نكثتم العهد وخالفتم الوعد وخنتم الأمانة، “وأنه والله أن دماء وأعراض وحرمات وممتلكات ومن هجروا من ديارهم بغير حق وفتنة مازالت قائمة أن هي في أعناقكم وأنا ملاقيكم بها أمام رب العالمين”، وأنا مع ذلك سنلاحقكم قانونيًا عن ما ارتكبتموه في حق ليبيا وشعبها متى ما سنحت الظروف، حيث أن الجرائم لا تسقط بالتقادم ، ولعل انتهاكات حقوق الإنسان التي قمت بها وجماعتك المشرفة علي سجن الهضبة سيء السمعة والتي وثقتها المنظمات الدولية ونملك أدلتها لهي أول القضايا التي ستقابلكم .
  • أن السجناء السياسيين هم من أودعوا السجون والمعتقلات لأنهم حملوا السلاح دفاعا عن بلادهم ضد غزوة الناتو، وتم أسرهم من جنود الناتو علي الأرض وتعرضوا لأبشع أنواع التعذيب ومنه المهين للكرامة الإنسانية في سجون كنتم تديرونها انتم وجماعاتكم وهم نفسهم مازالوا يقبعون في السجون حتي الآن بالمخالفة للقوانين وتحت سطوة المليشيات، وهم نفسهم الذين استشهد زملاؤهم في السلاح بفعل أسلحة الناتو، وهم من ندعو اليوم إلي إطلاق سراحهم الفوري وبدون قيد و شرط وأننا نؤكد انه لا استقرار ولا حوار دون إطلاق سراح السجناء السياسيين.

وأكد البيان في ختامه، أن السجناء السياسيين هم من دافعوا عن بلادهم ضد غزو الناتو، مشددًا على ضرورة إطلاق سراحهم الفوري ودون قيد أو شرط، مؤكدًا أنه لا استقرار ولا حوار دون إطلاق سراح السجناء السياسيين.

وعاد زعيم “الجماعة المقاتلة” المصنّفة تنظيما إرهابيا، إلى ليبيا، في العام 2022 بعد غياب 5 سنوات قضاها بين تركيا وقطر، ما أثار وقتها جدلا واسعا وتساؤلات بشأن الدور الذي يمكن أن يلعبه على وقع انقسام سياسي ومؤسساتي واتهامات وتهديدات متبادلة بين المعسكرات المتنافسة.

وبلحاج يعد أحد أبرز القيادات الليبية المطلوب اعتقالها من قبل مكتب النائب العام الليبي، بشبهة ارتكابه جرائم وزعزعة أمن واستقرار البلاد، وهو مدرج منذ 2017 على قائمة الإرهاب للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وكذلك على قائمة البرلمان الليبي.

وبلحاج، الذي كان سجينا بتهمة محاولة إعادة ترتيب الجماعة المقاتلة للجهاد ضد النظام الجماهيري، تحوّل بعد فبراير إلى واحد من أكبر أثرياء ليبيا، وأصبح يمتلك شركة طيران وقناة تلفزيونية، كما لعب دورا سياسيا وأمنيا عندما ترأس حزب “الوطن” وأصبح قائد المجلس العسكري في طرابلس.

ورغم محاولة إظهار نفسه على أنه شخصية سياسية سلمية، فإن الماضي لا يزال يطارد عبد الحكيم بلحاج، حيث لم ينس الليبيون تاريخه الإرهابي، وكيف قاتل بجانب أسامة بن لادن في أفغانستان، وقاد الجماعة الليبية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة والمصنفة تنظيما إرهابيا.

Shares: