كشف تقرير نشره موقع “العربي الجديد” الممول من قطر، عن تحول جذري في الموقف الأمريكي تجاه الأنشطة الروسية في أفريقيا، وخاصة في ليبيا.
وأكد التقرير أن الموقف الأمريكي تجاوز مرحلة القلق ليتجه نحو العمل الفعلي لإفشال المساعي الروسية في المنطقة.
وأوضح التقرير أن الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد عسكري أمريكي رفيع المستوى إلى ليبيا كجزء من هذه الاستراتيجية الجديدة. وتميزت هذه الزيارة بطابعها الخاص، حيث التقى الوفد بشخصيات عسكرية ليبية خاصة من معسكر المواطن الأمريكي حفتر.
وأشار التقرير إلى أنه يبدو أن توقيت الزيارة له دلالات هامة، إذ جاء بعد أسبوعين فقط من إعلان القيادات العسكرية في بوركينا فاسو والنيجر ومالي – المدعومة من موسكو – عن توقيع اتحاد كونفدرالي وتشكيل قوة عسكرية مشتركة. هذا التطور يثير مخاوف واشنطن من تعزيز النفوذ الروسي في المنطقة، خاصة مع احتمال ارتباط هذا الاتحاد بعلاقات أقوى مع حفتر.
ولفت التقرير إلى أنه من الواضح أن الزيارة على صلة بالأوضاع الليبية المتصلة بالمتغيّرات الأفريقية، من خلال القادة الذين تشكّل منهم الوفد، وهم قادة القوات الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم).
وتكمن أهمية حفتر الاستراتيجية لموسكو في سيطرته على مناطق في جنوب وشرق ليبيا، والتي تعتبر بوابة للعمق الأفريقي. كما أن سيطرته على مناطق نفطية هامة يزيد من قلق واشنطن حول إمكانية استغلال روسيا لهذه الموارد.
ولم تقتصر مخاوف واشنطن على النفوذ الروسي فحسب، بل امتدت لتشمل قضايا أخرى مثل الإرهاب والهجرة غير النظامية. فهناك احتمال أن تتحول ليبيا إلى ملاذ للجماعات الإرهابية المنتشرة في الدول الأفريقية الثلاث إذا ما تعرضت لضغوط من القوة المشتركة لهذه الدول.
ومن اللافت للنظر أن اللقاءات الأمريكية الأخيرة في ليبيا شملت ضباطاً من مختلف المناطق الليبية، ولم تقتصر على القيادات المركزية.
كما أن الوفد الأمريكي التقى بصدام حفتر بدلاً من اللقاء بوالده مباشرة. ويأتي هذا اللقاء بعد زيارة قام بها صدام حفتر إلى بوركينا فاسو والتقى علنًا خلالها بقائدها العسكري.
وكشف التقرير على أن ملفّ الهجرة غير النظامية المقلق جدّاً بالنسبة للأوروبيين من حلفاء واشنطن، خصوصاً أن الدول الأفريقية الثلاث هي أكبر الدول التي يخرج منها مهاجرون يمرون في ليبيا نحو الشواطئ الأوروبية.
ويرى المراقبون أن هذه التحركات الأمريكية تشير إلى رغبة واشنطن في فهم أعمق للواقع على الأرض، كما قد تدل على دخول معسكر حفتر في مرحلة حساسة من الصراع الروسي الأمريكي.
في الختام، أكد التقرير، أنه يبدو أن ليبيا قد أصبحت ساحة جديدة للتنافس بين القوى العالمية، مع تصاعد الجهود الأمريكية لمواجهة النفوذ الروسي المتنامي في أفريقيا. وتبقى التطورات المستقبلية في المنطقة محل اهتمام ومتابعة دولية مكثفة.