كشف الخبير الاقتصادي الليبي، إدريس الشريف، عن تفاصيل جديدة حول الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بليبيا حاليًا، مؤكدًا أن الخلاف بين محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، وحكومة عبد الحميد الدبيبة هو ما دفع الأول للتحالف مع رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح.
قال الشريف في مقابلة أجرتها معه قناة ليبيا الأحرار: “مشكلتنا سياسية بالدرجة الأولى والمواطن هو من يعاني منها”.
وأضاف أن “الحديث عن إصلاح الاقتصاد هو ترف فكري، ما لم يسبقه إصلاح سياسي يأتي بسلطات خاضعة للمساءلة”.
وشدد الخبير الاقتصادي على ضرورة البدء بالإصلاح السياسي أولاً، قائلاً: “الإصلاح السياسي يجب أن يكون أولاً، وبعده نبني الجهاز الإداري للدولة الذي ينفذ السياسات التنفيذية، ويأتي بعدها الإصلاح الاقتصادي”.
وفيما يتعلق بالوضع المالي الحالي، حذر الشريف من أن عجز الميزانية قد يتجاوز التقديرات الأولية بشكل كبير.
وقال: “عجز الميزانية وفقًا للأرقام الواضحة أمامنا سيكون أخطر مما قدر بالميزانية 37 مليار”، ونحن في منتصف العام ولدينا أبواب عديدة لم يتم تسديدها، أبرزها 6 أشهر من مرتبات العاملين في السفارات الخارجية، مضيفًا أنه في حال تنفيذ الميزانية بالطريقة الحالية، فإن العجز قد يصل إلى أكثر من 75 مليار دينار ليبي.
وأعرب الشريف عن شكوكه في قدرة المصرف المركزي على صرف هذه الميزانية، ما لم تتم معالجة أزمة الإيرادات، وخاصة إيرادات النفط.
كما أشار إلى مشكلة ضياع الإيرادات السيادية الأخرى، قائلاً: “الإيرادات السيادية الأخرى تضيع بالكامل على البلاد، ولا تشكل 2% من إيرادات الميزانية، وهذا خلل كبير جدًا”.
وفي ختام حديثه، تساءل الشريف عن سبب عدم قيام المصرف المركزي برفع “الراية الحمراء” تجاه هذه الإيرادات السيادية، مشيرًا إلى أنه في السابق عندما اتخذ المصرف هذا الإجراء، كان هناك فائض في الميزانية.