في تحليله للمشهد السياسي الراهن، طرح الكاتب محمود شمام رؤية نقدية حول غياب “البوصلة الأخلاقية” في عالم السياسة والاقتصاد، بعد زيارة بلقاسم حفتر إلى أنقرة ولقائه بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان ومناقشة سُبل تطوير التعاون الثنائي.

الاجتماع يُعد أول لقاء علني بين مسؤول تركي، وأحد أبناء حفتر بعد هزيمة قوات الأخير في طرابلس على يد القوات التركية.

شمام سلط الضوء على صفحته الشخصية على موقع “فيس بوك” على الطبيعة البراغماتية للعلاقات الدولية، مستشهدًا بزيارة بلقاسم حفتر إلى تركيا كمثال على هذا النهج.

شمام سخر من زيارة بلقاسم إلى تركيا، مؤكدًا أنها لا تدخل بند التكفير السياسي فالرجل لم يشارك في الدعوة للتصدي للغزو العثماني و”تقريع” الرئيس اوردغان وترك ذلك لإعلام محمود الفرجاني مدير قناة المسار وصحيفة العنوان وعبدالباسط بن هامل.

وأشار إلى أن بلقاسم الذي وصفه بـ “البراغماتي بطبعه”، قد تحول إلى “رجل المال” بـ”الترويقة الحاكمة” وقام بزيارة قطر مرتين على الأقل، والإمارات عدة مرات واكتشف أن الأعمار هو أمر أكثر من جرافات تطيح بالمباني المتهالكة وان فلسفة المصالح تبدو أكثر سهولة على الفهم عندما تملك المال اللازم.

ويقارن شمام بين نماذج التنمية المختلفة، مشيرًا إلى الفرق الشاسع بين سنغافورة وكوريا الشمالية.

ويؤكد أن التنمية لا تقتصر على البنية التحتية فحسب، بل تشمل أيضًا الأطر الدستورية والقانونية وأنظمة الحقوق.

وأكد أن الدول ذات التاريخ الاستعماري تتصرف بنفس المنظار تجاه مستعمراتها.

ويختتم الكاتب تحليله بإشارة إلى تأثير الماضي الاستعماري على العلاقات الدولية المعاصرة، مستعيرًا مقولة من الكاتب المهدي كاجيجي تعكس النظرة الاستعلائية التي لا تزال قائمة في بعض الأحيان قائلًا: “ما قاله الكمساري الايطالي للراكب الليبي عندما صعد للحافلة وجلس في المقعد الأمامي “توتي لا ستيسا راتزا ” ارجع للخلف. كلكم من عرق واحد”.

في النهاية، يدعو شمام إلى إدراك أن العالم لا يفرق بين الشعوب على أساس التاريخ أو الجغرافيا، بل على أساس التنمية والتقدم، في إشارة رمزية إلى “من يملك حذاء نظيف في قدمه”.

Shares: