قال موقع العربي الجديد إن وفدا عسكريا أمريكيا أجرى سلسلة من اللقاءات في ليبيا امتدت بين الثلاثاء والأحد الماضيين، جرت خلالها مباحثات مكثفة مع عدد من القادة العسكريين الليبيين في غرب البلاد وشرقها، ولم يعلن الجانبان الأمريكي والليبي عن تفاصيلها باستثناء العناوين الرئيسية المتصلة بتعزيز التعاون والشراكة.

وأضاف الموقع أن الوفد الأمريكي الذي ضم نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية بأفريقيا (أفريكوم) الفريق جون برننان، وقائد قيادة العمليات الخاصة الأمريكية في أفريقيا (سوكاف) الأدميرال رونالد فوي، والقائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى ليبيا جيريمي برنت، عقدوا لقاءات مع عبد الحميد الدبيبة، بصفته وزيرا للدفاع في حكومته، ومحمد الحداد ومحمد موسى، وغيرهم.

وأوضح الموقع أن الوفد الأمريكي التقى صدام بصفته رئيسا لقوات أبيه خليفة حفتر، وشقيقه خالد وتعكس البيانات الصحافية التي نشرتها منصات السفارة الأمريكية حول هذه اللقاءات، أنها ناقشت قضايا تأكيد توحيد المؤسسة العسكرية، وحرص واشنطن على التعاون مع الضباط العسكريين المحترفين في جميع أنحاء البلاد، وتوسيع التعاون في التدريب والتعليم، وأهمية تأمين الحدود ومكافحة الإرهاب.

واعتبر الأكاديمي والمهتم بالشأن السياسي أحمد العاقل خلال تصريحات لـ”العربي الجديد” أن اللقاءات الأمريكية هذه المرة مختلفة في طبيعة الشخصيات العسكرية الليبية ومراكزها، وتوقيتها أيضا.

ويعزو العاقل هذا الاختلاف إلى ضرورة زيادة الحضور الأمريكي في المستوى العسكري مقابل تزايد قلق الولايات المتحدة من زيادة حجم التوغل العسكري الروسي في ليبيا، معتبرا أن اللقاءات الأخيرة تعكس توجها أمريكيا جديدا في التعامل بعمق واقتراب أكثر من الحالة الأمنية والعسكرية الليبية بالسعي لتفكيكها وإعادة تركيبها مجددا.

ويلفت العاقل إلى أن اللقاءات الأمريكية لم تعد تركز على القياديين الرئيسيين، فلم تضم خليفة حفتر على سبيل المثال، بل تعاملت مع أبنائه الموجودين فعليا على الأرض، وفي غرب البلاد، لم تقتصر على لقاء الدبيبة، بل التقت الحداد رئيس الأركان التابع للدبيبة.

ويذكّر العاقل بأن المسؤولين الأمريكيين التقوا في السابق ضباط اللواء 444 التابع للحكومة في طرابلس وقيادات مجموعات أخرى تعمل بصفة نظامية واحترافية، مضيفا أن هذا ما قصده مسؤولو الوفد الأمريكي برغبتهم في التعامل مع ضباط محترفين من شرق البلاد وغربها والهدف تشكيل قوة عسكرية نظامية مشتركة لتمثل المؤسسة العسكرية الموحدة.

من جانبه، لا يرى أستاذ العلاقات الدولية، رمضان النفاتي، أي جديد في اللقاءات العسكرية الأمريكية، فحثّ أمريكا الأطراف الليبية على توحيد المؤسسة العسكرية ليس جديداً، وكل اللقاءات السابقة كانت تدعو إلى هذا، لكن الهدف ليس عسكرياً بل أمنيّ عند التأمل العميق.
ووفقاً لتحليل النفاتي، خلال حديثه لـ”العربي الجديد” فإن التعاطي الأمريكي مع الملف الليبي لا يختلف جذريا مع التعاطي الروسي، موضحا أن الأخير هدفه ومجاله أفريقيا في عمقها الذي يتجاوز ليبيا، فالواضح أن ليبيا نقطة تمركز مؤقتة للانطلاق جنوبا في الفضاءات الأفريقية التي يدور فيها التنافس الدولي الكبير، وهو ما يعرفه خليفة حفتر جيدا ويتعامل معه وفق مصالحه ومنفتح أيضا على واشنطن.

ويذكّر النفاتي أن واشنطن هذه الفترة منغمسة تماماً في انتخاباتها الرئاسية التي تؤثر نتائجها على توجهات سياساتها الخارجية، وبالتالي فوضوح خططها في ليبيا والمنطقة بأكملها غير ممكن حتى نقول إنها قررت مواجهة روسيا في ليبيا وتشكيل قوة مشتركة، بل لها خطة لتفكيك القيادات العسكرية المركزية وبدأت العمل عليها، لافتا إلى أن أفق السياسة الأميركية الخارجية غائب الآن في انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية، خاصة فيما يتعلق بالموقف الأمريكي من روسيا.

Shares: