قالت وكالة نوفا الإيطالية إن لتغير المناخ والتدهور البيئي تأثير مباشر على تدفقات الهجرة في ليبيا، حسبما نقلت الوكالة عن تقرير الهجرة والبيئة والتغير المناخي في ليبيا الصادر عن المنظمة الدولية للهجرة.
وأضاف التقرير أن ليبيا تتميز بالجفاف وندرة المياه والتحضر السريع والتعرض للمخاطر الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ، وتؤدي هذه العوامل إلى جانب الصراعات القائمة إلى زيادة تعقيد الأوضاع في البلاد.
وشهدت نصف المجتمعات التي شملها التقرير زيادات في درجات الحرارة وتغيرات في أنماط هطول الأمطار على مدى الثلاثين عامًا الماضية، ويشكل الجفاف مشكلة مستمرة، ولها آثار كبيرة على الإنتاج الزراعي والموارد المائية، ولهذه التغيرات آثار مدمرة على الزراعة، حيث تقلل الإنتاجية وتزيد تكاليف الإنتاج، وهو ما يدفع بدوره الناس إلى الهجرة إلى المناطق الحضرية أو بلدان أخرى.
وذكر التقرير أن التصحر وتآكل التربة من الظواهر المنتشرة على نطاق واسع والتي تقلل من خصوبة التربة، مما يؤدي إلى تفاقم الضعف الزراعي، وتؤدي ندرة المياه والتلوث إلى إضعاف الموارد الحيوية للمجتمعات المحلية، وتتكرر الأمطار الغزيرة والفيضانات والعواصف الرملية وموجات الحرارة بشكل متزايد، مما يتسبب في أضرار للبنية التحتية وخسائر في الأرواح وصعوبات اقتصادية.
وقد أدى الجمع بين التدهور البيئي والصراع المسلح إلى خلق حالة يضطر فيها الكثير من الناس إلى مغادرة منازلهم، وتعاني المجتمعات الزراعية، على وجه الخصوص، من فقدان الأراضي الصالحة للزراعة وندرة المياه، مما يهدد مصادر رزقها الرئيسية.
وأبرز التقرير أن 62% من المجتمعات شهدت انخفاضًا في الإنتاج الزراعي و33% عانت من خسائر في الدخل بسبب الظروف الجوية السيئة، ورغم هذه الأحداث، لم تتخذ سوى أقلية من المجتمعات تدابير التكيف، مما يسلط الضوء على فجوة خطيرة في الاستجابات التكيفية ما تدفع الناس إلى الهجرة بحثا عن ظروف معيشية أفضل.
ولمواجهة هذه التحديات، يقدم التقرير العديد من التوصيات السياسية المستهدفة، بدءاً بوضع سياسة شاملة تدمج استراتيجيات المرونة المناخية مع إدارة الهجرة، وينبغي لهذه السياسة أن تركز على تحسين قدرة المهاجرين من المناطق شديدة التأثر بتغير المناخ، مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على الصمود.
ويقترح تقرير المنظمة الدولية للهجرة تعزيز تقنيات الري الفعالة، مثل الري بالتنقيط، وتشجيع زراعة أصناف المحاصيل المقاومة للجفاف.
وينصح التقرير السلطات الليبية بدعم التنويع الزراعي لتقليل الاعتماد على الزراعة البعلية وتوفير الدعم الفني والمالي للمزارعين لاستكشاف سبل عيش بديلة.
كما يشير إلى الحاجة إلى تقديم الدعم للمجتمعات الضعيفة: يجب إدراج النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة في عمليات صنع القرار المتعلقة بالتكيف مع المناخ والقدرة على الصمود، مقترح توفير معلومات يسهل الوصول إليها بشأن تغير المناخ وتدابير التكيف ذات الصلة، مما يضمن أن تكون سياسات تغير المناخ شاملة وعادلة.