كشف الناشط الحقوقي، حسام القماطي، عن وقائع تواصل حكومة الوحدة الوطنية، المعترف بها دوليا، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد القماطي، خلال بث مباشر عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أمس الإثنين، أن سبب التواصل جاء لخوف حكومة الدبيبة من عدم وجود حليف استراتيجي يدعم وجودها في السلطة، بالإضافة إلى أنها اشترت وجودها بالمال.

وأوضح، أن السبب وراء هذا “الخوف”، يرجع إلى عام 2011، فالرئيس الراحل معمر القذافي، لم يكن لديه حليف استراتيجي يحمي مسألة بقائه، بعكس النظام السوري.

وأشار المحلل السياسي، إلى اختيار حكومة الدبيبة، للولايات المتحدة الأمريكية، ولابد من التواصل مع إسرائيل من أجل التقرب من أمريكا لأنها بمثابة “عصا سحرية” لواشنطن.

وحول تفاصيل التواصل، قال إن السفير الليبي لدى الأردن، عبد الباسط البدري، كان هو همزة الوصل بين السفير الأمريكي هنري، لاسيما أن الأردن مركز مهم لـ”العلاقات الدولية”.

ودلل المحلل السياسي، على وجود تواصل الدبيبة، مع دولة الاحتلال بما أبرزته الصحافة اللبنانية، حول لقاء تم عبر آلية “الفيديو”، بين الدبيبة، وبين رئيس الموساد، عام 2022، وهناك أنباء تتردد حول حضور”غنيوة الككلي”، هذا الاجتماع.

ولفت إلى أن الحديث، حول هذا اللقاء قد تناقلته الصحف اللبنانية، بسبب حديث البدري، لنظرائه في البحر الميت.

وحول أسباب اللقاء، ذكر، أن الدبيبة، طلب للقاء كان تزويده ببعض التقنيات الأمنية وتلك المتعلقة بالأمن السيبراني، لـ”محاربة الإرهاب”.

وأردف القماطي، أن طلب الدبيبة قوبل بالرفض من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلية، واشترطت وجود شركة تبيع لها هذه التقنيات.
كما كشف عن ضخ أموال كثيرة من أجل التقرب للولايات المتحدة الأمريكية، دون أي نتيجة تذكر.

وحول بداية التواصل الحقيقي، بين دولة الاحتلال وحكومة الدبيبة، لفت إلى توقف برنامج التطبيع الذي كان له زخما كبيرا قبل مجيء جو بايدن إلى سدة حكم أمريكا، وهو مادفع “إسرائيل”، لاتخاذ خطوات تسرع من هذا البرنامج.

وبحسب القماطي، فإن دولة الاحتلال شرعت في التواصل مع عدة دول عربية وإفريقية، بهدف الوصول إلى السعودية، بهدف “التطبيع”، ومنها ليبيا.

وأكد أن وجهات نظر دولة الاحتلال وحكومة الوحدة، تلاقت في ضرورة التواصل، ولابد من وجود وسيط، وجده الدبيبة، في الإيطاليين.
وأشار إلى أن وزير الخارجية الإيطالي، أجرى اتصالاته بالإسرائيليين وتم اللقاء مع وزيرة الخارجية في حكومة الدبيبة، السابقة، نجلاء المنقوش، بأحد الفنادق في العاصمة الإيطالية، روما.

وشدد القماطي، على أن هذا اللقاء تم بعلم وتنسيق من القيادات السياسية، في البلاد ومن عبد الحميد الدبيبة، شخصيا.
وحول واقعة تسريب هذا اللقاء، أفاد، بأن وزير خارجية المغرب، كان قد التقى بالإسرائليين في نفس يوم لقاء المنقوش، وعلم بالأمر، وسرعان ما أبلغ الإمارات.

وتداول “المغاربة”، خبر الاجتماع، وهم من تواصلوا مع وكالة “رويترز”، وأعلموهم بهذا اللقاء، والمنقوش كانت خارج البلاد، وتم إبلاغها بضرورة المجيء لليبيا.

ولفت إلى أن ردود الأفعال الغاضبة، أجهضت مايعرف بمشروع “إبراهام”، الذي تقوده الإمارات، لإقناع المنطقة، بالتطبيع مع دولة الاحتلال.
كما أعى فرصة جديدة للمملكة العربية السعودية لـ”المناورة”، لأنهم خافوا من ردة فعل مناهضة للتطبيع، كما حدث في ليبيا.

وأشار حسام القماطي، إلى أنه تحدث الآن بسبب الخلاف الحاصل بين رئيس المخابرات حسين العايب، وبين مستشار الدبيبة، عبد المجيد مليقطة، خاصة بعد تعرض الأخير، لمحاولة اغتيال.

وتساءل القماطي، أين دور المخابرات الليبية، ومدى علمها بما تقوم به حكومة الدبيبة، وكذلك ما مدى علاقة الأمن الداخلي بتسهيل خروج المنقوش.

واستنكر، محاولات حكومة الدبيبة، المتكررة، لإيجاد حليف، وفي الإطار “ذهبوا للصين، وروسيا”.

Shares: