قال موقع العربي الجديد إن حكومة الدبيبة في ليبيا نظمت الأسبوع الماضي منتدى الهجرة عبر المتوسط، بمشاركة 16 دولة أوروبية وأفريقية، هي ليبيا وتونس والنيجر وتشاد والسودان والسنغال وإيطاليا ومالطا وفرنسا والنمسا واليونان وصربيا وتشيكيا وهولندا وإسبانيا وألمانيا، و12 منظمة دولية وأفريقية معنية بملف الهجرة من بينها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي.

وأضاف العربي الجديد أن عبد الحميد الدبيبة، حدد هدف المنتدى بدراسة مقاربة اقتصادية توفر حلولا مناسبة لمعالجة ظاهرة الهجرة السرّية من خلال استثمار أموال تنفق في إدارة الأزمة لتمويل مشاريع تنموية في الدول الأفريقية المصدّرة للمهاجرين.

وفي كلمته خلال الاجتماع الوزاري، تحدث وزير داخلية الدبيبة، عماد الطرابلسي عن واقع المهاجرين وعرض لتداعيات أزمة الهجرة على ليبيا، وقال إن “أكثر من مليونين ونصف مليون مهاجر موجودون في ليبيا، ويرجح أن يرتفع هذا الرقم إلى ثلاثة ملايين قريباً في ظل توافد نحو 120 ألف مهاجر سنوياً من جنوب الصحراء إلى ليبيا”.

واشتكى الطرابلسي من أن استمرار هذا التدفق غير المسبوق زاد الجرائم بكل أنواعها، واعتبر أن ليبيا تحاول وحدها معالجة أزمة المهاجرين في حين لا تتعاون الدول المعنية بملف المهاجرين بشكل حقيقي معها، مشيرا إلى أن ليبيا أنفقت أكثر من 330 مليون دولار على رعاية المهاجرين في مراكز الإيواء العام الماضي، ولم تتلقَ أكثر من 30 مليون دولار مساعدات من الاتحاد الأوروبي، وأن ليبيا لن تتعامل مع أي منظمة لا تتعاون معها بجدية في ملف الهجرة.

ونفى الطرابلسي تلقي أي طلب رسمي لتوطين مهاجرين في ليبيا، وأعلن ترحيل 10 آلاف مهاجر إلى بلدانهم، مؤكداً استمرار بلاده في تنفيذ سياسة العودة الطوعية للمهاجرين إلى بلدانهم كونها بلد عبور وليست مصدّرة للمهاجرين.

ويلفت الباحث الأكاديمي المهتم بقضية المهاجرين حامد بن حريز، في حديثه لـ”العربي الجديد”، إلى أن الأرقام التي أعلنها الطرابلسي تؤكد رفض حكومة الدبيبة فرض توطين المهاجرين وتحويله إلى واقع يجب قبوله، والحديث عن تفشي الجريمة بسبب المهاجرين الذين يعيشون في ليبيا يشمل المهاجرين المتوطنين وليس من قدِموا لمجرد المرور إلى الشمال.

وأضاف أن الطرابلسي انتقد منع الأوروبيين وصول المهاجرين إلى بلدانهم وتعمدهم إرجاعهم إلى ليبيا، وأيضا محاولة استغلالهم الظروف السائدة في ليبيا لإعادة المهاجرين إليها باعتباره واقعا مفروضا.

ويؤكد الناشط في مجال إغاثة المهاجرين، أنور الزوي، أهمية انعقاد منتدى الهجرة عبر المتوسط في طرابلس، لكنه يتخوف من مضمون الرسائل السياسية التي وجهتها ليبيا في المنتدى.

واعتقد الزوي في حديثه لـ”العربي الجديد”، بأن قضية المهاجرين سياسية، وتستخدمها أطراف دولية ورقةَ ضغط بعضها ضدّ بعض، ويقول: “ربما شعرت ليبيا بأنها ضحية لخلفيات وكواليس، فمن جهة تدفع أطراف المهاجرين إليها من أجل المرور إلى أوروبا التي تمنعهم من الوصول إليها، وبمرور الوقت يتكدس المهاجرون في ليبيا التي تتضرر وحدها”.

ويذكر الزوي أن تنظيم المنتدى تزامن مع إصدار القضاء الليبي أوامر بالقبض على مسؤولين في شركة “غدامس للطيران” على علاقة بمعسكر اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بتهم التورط بنقل مهاجرين على متن طائراتها إلى الولايات المتحدة عبر دولة في القارة الأمريكية.

وقالت منظمة (Watch The Med) الإنسانية غير الحكومية، إن خفر السواحل الليبي ينفذ عمليات صد من منطقة البحث والإنقاذ المالطية.

وأضافت المنظمة، بحسب وكالة آكي الإيطالية للأنباء، إن هذه ممارسة غير قانونية تتم تحت نظر ومعرفة خفر السواحل الإيطالي والمالطي، فأين العدالة؟”.

ووفقا للوكالة، جاء ذلك على لسان مشروع (Alarm Phone) التابع لمنظمة (Watch The Med) غير الحكومية، التي أطلقت هذا الصباح نداء استغاثة لأجل قارب صغير على متنه 62 شخصاً يواجه صعوبات في منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط.

Shares: