كشف الخبير القانوني في المجال النفطي، عثمان الحضيري، عن تحديات جمة تواجه قطاع النفط الليبي، مشيراً إلى فجوة كبيرة بين الوعود الطموحة وواقع الإنتاج على الأرض.

وأوضح أن فرحات بن قدارة، الذي تولى رئاسة مؤسسة النفط في يوليو 2022، كان قد وعد برفع الإنتاج إلى مليوني برميل يومياً. إلا أن الواقع يشير إلى استقرار الإنتاج عند مستوى 1.2 مليون برميل بعد مرور عامين على تلك الوعود.

وأكد أن صناعة النفط تعتمد على دراسات واقعية وإدارة متخصصة، مشيراً إلى أن قيادة القطاع من قبل أشخاص من خارجه يؤدي إلى الاصطدام بجدار الواقع.

وأضاف أن مشكلة المؤسسة لا تكمن في الميزانيات بحد ذاتها، بل في سوء إدارة الأموال وتضخيم المشاريع، فضلاً عن تدخل رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة المباشر في عمل المؤسسة.

ولفت إلى ارتفاع عدد موظفي المؤسسة من نحو 13 ألفاً قبل عام 2011 إلى حوالي 70 ألفاً حالياً، مما أدى إلى زيادة تكلفة إنتاج البرميل الواحد بشكل كبير ولا يمكن أن تكون 15 دولارا بل أكثر من ذلك.

ودعا المؤسسة إلى الواقعية والصراحة مع الشعب الليبي، مؤكداً أن الوصول إلى إنتاج مليوني برميل يومياً أمر غير واقعي حتى بعد 10 سنوات ولو ترأسها أينشتاين، لأن الحقول والمعدات متهالكة، ولو حافظنا على الإنتاج الحالي وعلى حقولنا فهو أمر جيد.

وشدد الخبير على ضرورة توفير التقنيات اللازمة والاستثمار الكبير للمحافظة على المكامن النفطية المتعبة، والتركيز على زيادة الاحتياطي عبر النشاط الاستكشافي.

وفي سياق متصل، انتقد الحضيري قرار الموافقة على زيادة حصة شركتي “توتال” الفرنسية و”كونوكو فيليبس” الأمريكية في شركة الواحة بنسبة 13% لكل منهما، واصفاً إياه بـ”الخطأ الجسيم”.

وأضاف أن هذا “الانبطاح” هو ما شجع الشركتين على طلب المزيد، رغم عدم إسهامهما في زيادة الإنتاج أو التدريب أو نقل التقنية.

ختاماً، أكد الحضيري أن المحافظة على مستويات الإنتاج الحالية وحماية الحقول النفطية يعد إنجازاً في حد ذاته، في ظل التحديات الراهنة التي يواجهها القطاع النفطي الليبي.

Shares: