كشف تحقيق أجراه موقع «14ymedio» الكوبي عن تورط شركة طيران ليبية في عمليات نقل مهاجرين بصورة غير نظامية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار التحقيق إلى أن هذه الشركة، التي يُعتقد أنها “غدامس للطيران”، قد تم بيعها مؤخرًا لأحد أبناء المواطن الأمريكي خليفة حفتر.
وفقًا للتقرير، شهدت الفترة بين مايو 2023 ومايو 2024 هبوط 1475 رحلة طيران مستأجرة في العاصمة النيكاراغوية ماناغوا، حاملة أكثر من 191 ألف راكب. غالبية هؤلاء الركاب قدموا من دول في منطقة البحر الكاريبي، إضافة إلى ما بين 30 و40 رحلة طيران عارضة من ليبيا والسنغال والهند ودول آسيوية عدة، ومن مطارات أوروبية في ألمانيا وفرنسا، وذلك حسب تقديرات وصفها الموقع بـ«السرية».
وأثار التقرير تساؤلات حول احتمال وجود دور للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذه العمليات، مشيرًا إلى إمكانية ارتباط جزء من موجة الهجرة غير النظامية بمصالح روسية تهدف إلى زعزعة استقرار الولايات المتحدة.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في 13 يونيو الماضي عن فرض قيود على تأشيرات الدخول للمدير التنفيذي لشركة طيران لم يتم الكشف عن اسمها رسميًا. إلا أن مصادر صحفية رجحت أن المقصود هو محمد بن عياد، المدير التنفيذي السابق لشركة “غدامس للطيران”، لكن مصادر «14ymedio» في طرابلس كشفت أن شركة الطيران بيعت، وأنها «باسم أحد أبناء حفتر».
وفي تطور لاحق، أصدرت النيابة العامة الليبية أمرًا بحبس المدير التجاري في شركة “غدامس للطيران” بتهمة تسهيل الهجرة غير النظامية إلى الولايات المتحدة عبر نيكاراغوا، مشيرة إلى أن هذه الأفعال ألحقت ضررًا بمصالح الدولة الليبية.
وأشارت النيابة إلى نقل طائرات الشركة مئات الأشخاص بالمخالفة لقواعد الهجرة النافذة، مما «ألحق الضرر بمصالح الدولة الليبية».
وقدر التقرير تكلفة الرحلة الواحدة من آسيا إلى نيكاراغوا، مرورًا بليبيا، بما يتراوح بين 10 آلاف و20 ألف يورو. وهي أرقام أوردها موقع «ويست فرانس» الفرنسي الذي أضاف أن تلك الرحلات اكتشفها عشاق الطيران على مواقع الويب المتخصصة، وذلك على خلفية هبوط طائرة بوينغ 777-200 تابعة لشركة «طيران غدامس» مرتين، يومي 18 و24 مايو الماضي في ماناغوا قادمة من بنغازي.
وقد تم رصد هذه الرحلات من قبل هواة الطيران على مواقع الإنترنت المتخصصة، خاصة بعد هبوط طائرة تابعة لشركة “غدامس للطيران” مرتين في ماناغوا قادمة من بنغازي في مايو الماضي، حاملة مئات المواطنين الهنود.
وحملت الرحلة الأولى 367 مواطنا هنديا، والثانية 298، فميا استبعد الموقع أن يكون الركاب سائحين، إذ من غير المرجح أن يكون لدى المسافرين تذكرة عودة في جيوبهم.
ولفت موقع «14ymedio»، نقلا عن مسؤول سابق وخبير في شركة «إدارة المطارات الدولية» في نيكاراغوا، إلى أن الاتهامات بنقل المهاجرين لا تشمل شركات الطيران فحسب، بل يشمل أيضا الشركة التي يعمل فيها وإدارة الهجرة والطيران المدني.
وبحسب المسؤول السابق، بدأ كل شيء في العام 2021 مع جسر جوي بين هافانا (عاصمة كوبا) وماناغوا، لنقل آلاف المهاجرين الكوبيين إلى الولايات المتحدة، واستمر دون انقطاع أربع سنوات، مع تنويع الرحلات الجوية عبر القارات.
وتشير وسائل الإعلام إلى أنه كان هناك ما لا يقل عن خمس رحلات يوميا على متنها ما بين 50 و150 راكبا، وهو ما ظل ثابتا حتى أنشأت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن برنامج الإفراج المشروط الإنساني في أوائل العام 2023، ثم انخفضت الرحلات.
ونوه الموقع الكوبي إلى تواطؤ السلطات النيكاراغوية، إذ تنظم شركة «إدارة المطارات الدولية» وتشرف على جميع الرحلات الجوية في مطار ماناغوا وتخضع نفسها لمفوض الشرطة الوطنية غيريرو كاستيلو. كما يتحمل الطيران المدني المسؤولية كهيئة تنظيمية من خلال إعطاء الإذن والشهادة بأن الرحلات الجوية يجرى تشغيلها بطريقة آمنة.
وختم التقرير بالإشارة إلى تواطؤ محتمل من قبل السلطات النيكاراغوية، داعيًا المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والولايات المتحدة، إلى التحقيق في هذه القضية ووضع حد لما وصفه بـ”المافيا” المتورطة في عمليات الهجرة غير النظامية.