وجه سليمان البيوضي، المرشح الرئاسي، انتقادات حادة للبعثة الأممية في ليبيا على خلفية صمتها إزاء اختطاف الإعلامي أحمد السنوسي في طرابلس.

وقال البيوضي في تصريح له: “لو أن أحمد السنوسي كان مغيباً في مناطق خاضعة لسيطرة حكومة أخرى، لما تأخرت البعثة الأممية عن إدانة الجريمة والتحريض على إطلاق سراحه. كانت ستسارع لإطلاق الإدانات الدولية لما اعتبرته جريمة تكميم الأفواه وانتهاكاً لحرية الإعلام.”

وأضاف البيوضي: “لكن قدر أحمد أنه غُيِّب في طرابلس، وهذا هو السبب وراء صمت البعثة الأممية. إنها تحرص على حماية الحكومة التي تعترف بها، حتى لو كان ذلك على حساب حقوق الإنسان وحرية التعبير.”

وأكد المرشح الرئاسي، أن إدانة البعثة لجريمة اختطاف ثانية في أقل من أسبوع كان من شأنه أن يشكل “فضيحة مدوية” ويؤكد أن السلطة التي يصنعها المجتمع الدولي ويدعمها في ليبيا “تمارس كل أنواع القمع والاستبداد تحت عباءة الأمم المتحدة والعالم الحر.”

واختتم البيوضي تصريحه بالقول: “هذا الموقف يكشف بوضوح عن ازدواجية المعايير التي تتبعها البعثة الأممية في ليبيا. إنها تغض الطرف عن انتهاكات الحكومة التي تدعمها، بينما تسارع لإدانة أي انتهاكات مماثلة تقوم بها أطراف أخرى. هذا النهج يقوض مصداقية البعثة ويزعزع ثقة الليبيين في دورها كوسيط نزيه.”

وفي نفس السياق، كانت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا سارعت في إدانة اختطاف الناشط المعتصم العريبي من قبل مليشيات مجهولة في مصراتة، تجاهلت البعثة اختطاف رئيس فريق المصالحة الوطني الشيخ علي أبوسبيحة من قبل مليشيات المواطن الأمريكي خليفة حفتر منذ أكثر من 83 يومًا.

تجاهل البعثة الأممية اختطاف رئيس فريق المصالحة الوطني الشيخ علي أبوسبيحة يأتي على خلفية إعلان دعمه للدكتور سيف الإسلام القذافي.

الموقف المتباين لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تجاه حالتي اختطاف بارزتين يثير جدلاً واسعاً حول مصداقية المنظمة الدولية ونزاهتها في التعامل مع الأزمات الليبية.

التباين في المواقف يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الساحة الليبية. خاصة الصمت ألأممي على استمرار عمليات الاختطاف والانتهاكات من قبل الميليشيات المسلحة، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في البلاد.

علاوة على ذلك، فإن تجاهل قضية رئيس فريق المصالحة الوطني يمكن أن يؤثر سلباً على جهود تحقيق المصالحة في ليبيا، وهو ما يتناقض مع الدور المفترض للبعثة الأممية في دعم الحوار والتوافق بين مختلف الأطراف الليبية.

في ضوء هذه التطورات، يطالب نشطاء وحقوقيون البعثة الأممية باتخاذ موقف واضح وصريح تجاه قضية اختطاف الشيخ علي أبوسبيحة، والعمل على الإفراج الفوري عنه وضمان سلامته.

كما يدعون إلى تطبيق معايير موحدة في التعامل مع جميع حالات الانتهاكات في ليبيا، بغض النظر عن الانتماءات السياسية للضحايا.

إن استمرار سياسة الكيل بمكيالين من قبل البعثة الأممية في ليبيا يهدد بتقويض جهود السلام والمصالحة في البلاد، ويستدعي مراجعة شاملة لدور المنظمة الدولية وآليات عملها في التعامل مع الأزمة الليبية.

Shares: