شهدت ليبيا في الأيام الأخيرة سلسلة من الأحداث المثيرة للقلق، تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وحرية الصحافة.
وتضمنت هذه الأحداث اعتقال الصحفي أحمد السنوسي، وتهديدات ضد صحيفة اقتصادية، فضلاً عن حالات خطف واحتجاز خارج إطار القانون.
هذه التطورات أثارت ردود فعل من مختلف الجهات، ومنظمات حقوقية ومجالس قبلية.
بدوره، أدان المجلس الأعلى للإخوان “الدولة الاستشاري”، أي عملية خطف أو احتجاز تقع خارج إطار القانون.
وحذر المجلس في بيان له اليوم، من التهاون في مقاومتها وعدم ملاحقة مرتكبيها.
ونبه المجلس، من مغبة النزوع إلى تبرير هذا النوع من الأعمال بغرض الإفلات من العقاب”.
وشدد على أن أعمال القبض والتفتيش والاستيقاف ينظمها القانون.
وأشار المجلس إلى أن أي عملية احتجاز خارج إطار القانون توجب ملاحقة القائمين عليها.
اعتقال السنوسي وتهديد الصحفيين
وفي سياق متصل، رصدت منظمة رصد اعتقال الصحفي أحمد السنوسي على مقربة من منزله على طريق المطار بطرابلس، مساء أمس الخميس 11 يوليو، من قبل مليشيات تابعة لجهاز الأمن الداخلي، واقتادوه إلى مقر الجهاز بحي الدريبي وسط طرابلس.
المنظمة أكدت في بيان لها، أن حادث الاعتقال جاء بعد يوم واحد من وصول السنوسي إلى ليبيا عائدًا من تونس.
المنظمة أشارت إلى أن الاعتقال جاء بعد تعرض موظفين بصحيفة صدى الاقتصادية التي يديرها السنوسي للتهديد والابتزاز من قبل جهاز الأمن الداخلي ووزير الاقتصاد والتجارة بحكومة الوحدة الوطنية.
منظمة رصد الجرائم في ليبيا أدانت اعتقال السنوسي والتضييق على الصحفيين.
المجلس الرئاسي وحكومة الدبيبة
المنظمة طالبت المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوحدة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن السنوسي، وتحملهم مسؤولية سلامته وسلامة العاملين في صحيفة صدى.
كما طالبت منظمة رصد السلطات في ليبيا بوضع حد للانتهاكات ضد الصحفيين، ومحاسبة المسئولين عنها، وضرورة توفير الحماية اللازمة للصحفيين لتمكينهم من ممارسة عملهم بحرية.
وكان الصحفي والإعلامي المُتخصص في الشأن الاقتصادي، أحمد السنوسي، أكد أن صحيفة صدى الاقتصادية التي تنشر الفساد الخاص بالحكومات منذ 8 سنوات، وأخرجت 6 آلاف مستند على أكثر من وزير، لم يفعل فيهم أحد شيء مثلما فعله وزير الاقتصاد والتجارة بحكومة الدبيبة محمد الحويج بصحفيي الموقع.
وأكد السنوسي في تسجيل مرئي على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، الصحيفة نشرت فساد وزير الاقتصاد هو وجماعته، ثم يخرج الحويج ليتحدث مع الأمن الداخلي، ويطالبهم باستهداف صحفيي صدى الاقتصادية.
وأشار إلى أنه تحدث مع الشخص الذي هدد موظفي صدى الاقتصادية، وطالبته بالتحقيق معي شخصيًا، ثم تحدثت مع الحويج، وقال لي إنه لن يُخرج موظفي الصحيفة حتى يقولوا من يعطيهم المستندات من داخل الوزارة.
أضاف أن لطفي الحراري رفض أن يرد على اتصالاتي، وقال لي عناصر الأمن الداخلي إنهم يتلقون تعليماتهم بشأن الصحيفة من لطفي الحراري.
وأكد الصحفي والإعلامي المُتخصص في الشأن الاقتصادي، أحمد السنوسي، طاقيتي ليس فوقها شيء، لا أهتم لا بلطفي الحراري ولا بغنيوة ولا كارة، وسأعود بعد غدوة.
وقال: “قبل ما أدخل الصحافة عرفت حاجة واحدة فقط، أن مصادري أموت عليهم، ولكن قبل موتي عليهم سأسلط كاميرا كبيرة عليك يا الحويج، للناس المغشوشة فيك”.
مجلس قبائل أولاد عيسى والكوارغلية
وفي سياق متصل، أمهل مجلس قبائل أولاد عيسى والكوارغلية مليشيات حاتم الغائب في منطقة أبوصرة 24 ساعة، فقط لعودة أبنائهم، محذرين من عواقب وخيمة ورد بكل قوة.
وأكد مجلس قبائل أولاد عيسى والكوارغلية، في بيان لهم اليوم، أن حاتم الغائب الذي يحتجز أبنائهم يعمل في الزاوية تحت غطاء عائلة بوزريبة.
وأشار البيان إلى أن ما حصل لأبنائنا عبد الله الزويك ونضال الزويك وعبد الوهاب عاشور وعبد المهيمن الشايبي منافي لشريعتنا وعاداتنا وما هو إلا جبن وخوف.
وأكد مجلس قبائل أولاد عيسى والكوارغلية، أننا قادرون على الرد بقوة على كل من سولت نفسه التطاول والمساس بأبنائنا وأسر حريتهم والتنكيل بهم.
تعذيب أبناء القبائل
أضاف البيان: “حسب ما ورد إلينا أنهم قاموا بتعذيبهم أشد أنواع التعذيب وإرغامهم على الاعتراف بجرائم لم يقترفوها”.
ولفت البيان: “أبناؤنا تم تصويرهم وهم تحت التعذيب لأجل أهداف سياسية وتشويه أشخاص بعينهم وكان أبناؤنا هم الضحية”.
وناشد مجلس قبائل أولاد عيسى والكوارغلية، أهل العقل تجنيب المدينة الدخول في حرب جديدة وما يتبعها من تدهورات أمنية وإخماد نار الفتنة.