كشف الناشط في مجال الإغاثة أنور الزوي، الوضع المأساوي للمهاجرين السودانيين العالقين في المنطقة الحدودية بين ليبيا والسودان وتشاد، محذراً من تفاقم الأزمة الإنسانية في مدينة الكفرة الليبية.

وأوضح في تصريحات خاصة لموقع “العربي الجديد”، الممول من قطر، أن الوضع في الكفرة يتجه نحو التدهور بسبب محدودية قدرات البلدية وغياب الدعم الكافي لمواجهة تدفق المهاجرين المتزايد.

وأضاف أن هذه القضية الإنسانية أصبحت عرضة للتجاذبات السياسية بين قوات المواطن الأمريكي خليفة حفتر والقيادة السودانية، مما يثير مخاوف من تحولها إلى ورقة ضغط سياسي.

وأشار الناشط إلى أن مليشيات حفتر تستغل قضية المهجرين لأغراض دعائية، مما قد يؤثر سلباً على جهود الإغاثة وحصر المهاجرين وتقديم الخدمات الأساسية لهم.

كما لفت إلى أن حركة الهجرة بدأت تتجه نحو مناطق أبعد من الكفرة نتيجة الاكتظاظ وتدهور الأوضاع الصحية في المدينة.

وانتقد الزوي، دور المنظمات الدولية، قائلاً إنها تكتفي بنشر إحصاءات دون تقديم حلول فعالة. داعيا هذه المنظمات إلى إنشاء مخيمات لاستقبال المهجرين وتقديم المساعدات الغذائية والطبية العاجلة، بدلاً من الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية.

وختم الناشط تصريحاته بالتأكيد على أن مدينة الكفرة لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من المهاجرين، داعياً إلى تضافر الجهود الدولية والمحلية لإيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة، مع ضرورة إنشاء هذه المنظمات مخيمات لاستقبال المهجرين ومد يد العون بالغذاء والدواء للمنكوبين، والتوقف عن تسويق الدعايات الإغاثية التي لا تتجاوز إعلان أرقام.

وفي سياق متصل، أعربت وكالة أنباء “نوفا” الإيطالية، في تقرير نقلته صحيفة “المرصد”، عن وجود مخاوف حقيقية من انتشار مرض شلل الأطفال في بلدية الكفرة بليبيا.

وأرجعت الوكالة هذه المخاوف إلى وجود ما بين 40 إلى 50 ألف نازح سوداني في البلدية.

ونقل التقرير عن رئيس لجنة الطوارئ في بلدية الكفرة، إسماعيل العيطة، تأكيده على تعاون الحكومة مع منظمة الصحة العالمية و”يونيسيف” والمنظمة الدولية للهجرة لتقديم المساعدة للنازحين.

وقال العيطة: “تم إصدار 19 ألف بطاقة صحية بعد إجراء 22 ألفًا من الزيارات الطبية، فيما كانت الاختبارات قد أثبتت أن العديد من السودانيين يحملون أمراضًا معدية. ومع اشتداد القتال في السودان، يتزايد تدفق النازحين، ووقعت مؤخرًا حوادث أدت إلى إصابة 130 من هؤلاء.”

ووفقًا للعيطة، تحاول وزارة الصحة، تقديم أقصى قدر ممكن من الدعم رغم الصعوبات الناجمة عن الانقسام السياسي، فيما تقوم لجان خاصة بمراقبة عدد النازحين وحالتهم الصحية، مع قيام جميع الجهات الحكومية بتقديم العلاج المجاني لهم.

وتابع العيطة قائلًا: “ومع ذلك، هناك قلق بشأن احتمال انتشار الأمراض المعدية مثل شلل الأطفال الذي تم القضاء عليه في ليبيا في التسعينيات.”

فيما نقل التقرير عن المنظمة الدولية للهجرة تأكيدها وجود قرابة 130 ألف سوداني في البلاد، منهم نحو 30 ألفًا وصلوا بعد بدء الصراع في السودان.

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإن هؤلاء النازحين تركزوا في بلدية الكفرة رغم رغبة الكثير منهم في الانتقال إلى العاصمة طرابلس للتسجيل لدى مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أو إلى مدينة بنغازي، في وقت أشار فيه التقرير إلى مساعدة نشطة لهم من الجالية السودانية في ليبيا.

واستدرك التقرير بالإشارة إلى أن الزيادة في عدد النازحين السودانيين منذ أبريل 2023 تسببت في تشكيل ضغط على الهياكل المحلية، مما يتطلب دعمًا إضافيًا لإدارة هذه الأزمة الإنسانية المستمرة، ناقلًا عن 88% من هؤلاء تأكيدهم وصولهم بشكل مباشر، و9% عبر تشاد، و2% من مصر.

Shares: