بعد مضي أربع سنوات على انتهاء القتال في الضواحي الجنوبية لطرابلس، سلط تقرير نشرته مجلة «منبر الدفاع الأفريقي» التابعة للقيادة العسكرية الأميركية (أفريكوم) الضوء على استمرار تهديدات الألغام الأرضية والمتفجرات المفخخة للمدنيين الليبيين من تسببها في حالات وفاة وإصابات بإعاقات مستديمة.

تقرير أميركي

قال التقرير الأميركي، إن الكثير من المتفجرات في ليبيا تحمل كتابات روسية تركتها مجموعة «فاغنر» قبل انسحابها من مواقع القتال.

400 ليبي بين قتيل ومصاب بسبب المتفجرات

التقرير كشف عن قتل أو جُرح أكثر من 400 ليبي بسبب المتفجرات المخبأة المزروعة في بقاع شتى من ليبيا على مدى الخمس سنوات الماضية، ووقع ما لا يقل عن 35 من تلك الانفجارات في العام 2023.

وأشار إلى غالبية الضحايا من الأطفال أمثال محمد فرحات الذي يبلغ 10 سنوات، وبسبب انشغاله باللعب هو وأصدقاؤه في حديقة بالقرب من منزلهم في جنوب طرابلس، ووجدوا شيئا ظنوا أنه قطعة خردة معدنية. وأدى الانفجار إلى نقل ثلاثة منهم إلى المستشفى، وأُصيب محمد بجروح خطيرة.

وكشف تقرير المجلة التابعة لـ«أفريكوم»، عن إنه عقب انسحاب القوات الروسية من طرابلس في الأشهر الأولى من العام 2020، زرعت ألغاما أرضية وقنابل مفخخة خلفها، بل إنها زرعتها داخل ألعاب الأطفال والملاعب ولا يزال حجم المتفجرات المفخخة غير معلوم.

محاولات التخلص من الألغام

فرق إزالة الألغام يواصل اليوم العمل في الأحياء المدمرة للبحث عن الذخائر غير المنفجرة في مدن مثل طرابلس ومصراتة وسرت.

ونجحت الفرق في تنظيف ما يزيد قليلاً على ثلث الأراضي المزروعة بالألغام، في حين لا يزال يوجد أكثر من 43,600 هكتار من الأراضي المزروعة بالألغام، وفقاً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

رئيسة قسم إزالة الألغام في البعثة الأممية فاطمة زريق، قالت إن هذه الأرقام فضلاً عن كونها تسلط الضوء على التحديات الخطيرة التي نواجهها، فهي تؤكد أيضاً على أهمية الشراكات الدولية.

تدريب فرق إزالة الألغام المحلية

وتعمل البعثة الأممية مع المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحروب ومنظمة الحقول الحرة بطرابلس ومؤسسة «هالو ترست» على توعية الليبيين بمخاطر الألغام الأرضية المتبقية وتدريب فرق إزالة الألغام المحلية على التعرف عليها والتخلص منها بأمان.

وأكدت«هالو ترست» على موقعها الإلكتروني، أن الكثير من المنظمات الإنسانية المعنية بإزالة الألغام اجتهدت لإزالة هذه المخلفات الفتاكة للحرب، لكنها كانت تفتقر إلى المعرفة التقنية اللازمة لجعل المدن الليبية المدمرة آمنة، فلم تتمكن الأسر التي تتوق إلى حياة جديدة من العودة إلى ديارها.

تهجير 200 ألف من سكان سرت

وتكفلت «هالو ترست» بتدريب فريقين لإزالة الألغام في سرت، وهي المدينة الواقعة في منتصف سواحل ليبيا ويتنافس عليها الطرفان بشدة وأدى القتال إلى تهجير أكثر من 200,000 من أهلها.

مؤسسة «هالو ترست» أوضحت أن فرق إزالة الألغام الآن تقوم بتطهير مدينتهم من الأنقاض المتفجرة، كومة تلو الأخرى، ليعود الناس بأمان إلى ديارهم ويعيدوا بناء حياتهم.

المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحروب أعلن في مايو، عن أنه يعتزم وضع خطة لإزالة الألغام في كل أرجاء ليبيا، ولكن حتى لو أعادت القيادات الليبية الاستقرار إلى البلاد، فقد قال مسئولون دفاعيون لوكالة الأنباء الفرنسية إن إزالة جميع الألغام قد تستغرق ما يصل إلى عقد من الزمان.

مجموعة فاغنر الروسية هي من زرعتها

وسلط تقرير لموقع “المونيتور” الأمريكي، الضوء على خطر الألغام الأرضية القاتلة في العاصمة طرابلس، مؤكدًا أن مجموعة فاغنر الروسية، هي من زرعتها، أثناء انسحابها من ضواحي طرابلس، إبان حرب عام 2019-2020.

وأكد التقرير الذي نشره موقع “الرائد”، أن الألغام الأرضية القاتلة تشكل تهديدا خفيا في العاصمة طرابلس، في ظل انتشار المئات منها، والذخائر غير المنفجرة، بعد سنوات من القتال، مما يشكل خطرا مستمرا على المدنيين، وخاصة الأطفال.

وأضاف أن أكثر من 400 شخص، من بينهم 26 طفلاً، أصيبوا أو قتلوا منذ عام 2019، في حوادث مرتبطة ببقايا العبوات الناسفة والألغام غير المتفجرة.

وقال إن مجموعة فاغنر الروسية، هي من زرعت ألغام أرضية مفخخة، أثناء انسحابها من ضواحي طرابلس، إبان حرب عام 2019-2020، موضحًا أن السلطات في ليبيا لا تفعل ما يكفي لإزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة.

وأشار إلى تطهير حوالي 36 بالمائة من المناطق الليبية التي كانت مليئة بالألغام والذخائر، لكن هناك 436 مليون متر مربع أخرى لا تزال غير مطهرة.

Shares: