اتهم تقرير نشرته صحيفة “آي نيوز” ديفيد كاميرون وزير الخارجية البريطاني في حكومة ريشي سوناك، إلى جانب الرئيسين الأسبقين في فرنسا نيكولا ساركوزي والولايات المتحدة باراك أوباما بالعبث بتفويض أممي وتغيير النظام في ليبيا بالقوة ما خلق فوضى مخيفة وفشل في تحمل مسؤولية إعمار البلاد في أعقاب التدخل العسكري الثلاثي في سياق حلف شمال الأطلسي “ناتو” عام 2011.

التقرير الذي نشرته الصحيفة البريطانية عن سجل حزب المحافظين البريطاني الحافل بثغرات وإخفاقات وسوء تصرف بالشؤون الخارجية، وصف رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك بالفشل، بعد أن قاد الحزب إلى الهزيمة على خلفية جيوسياسية وأمنية مختلفة تمامًا عما كانت عليه عندما تولى أسبقه ديفيد كاميرون منصبه قبل أعوام.

ونشرت مؤسسة إلسوسيدياريو الإيطالية، تقريرًا بعنوان الولايات المتحدة وفرنسا، بين الأكاذيب وأنصاف الحقائق، إليكم من قضى على القذافي، ولماذا؟، يستعرض العمليات العسكرية لحلف الناتو على ليبيا عام 2011، ودور الاستخبارات الفرنسية والأمريكية والبريطانية في اغتيال العقيد معمر القذافي.

وأكد التقرير أن فرنسا لعبت دورًا مهمًا في إسقاط النظام الليبي، وزعزعة الاستقرار في ليبيا، فيوم 20 أبريل 2011، ناقش مصطفى عبد الجليل، والوفد المرافق له، في باريس، خطة غزو طرابلس مع نيكولا ساركوزي الذي وعد بإرسال ضباط اتصال من القوات الخاصة، والتي كان من المقرر أن تكون مصحوبة بقصف جوي لحلف شمال الأطلسي، وزعم ساركوزي أن عناصر عسكرية سترافق مُمثله الفرنسي، الدبلوماسي أنطوان سيفان، إلى بنغازي، في أكذوبة نموذجية.

ولفت التقرير إلى أن قوات العمليات الخاصة الفرنسية، كانت ترتدي ملابس مدنية لمزيد من التكتم، وعددهم تجاوز الأربعين، وكانوا ينشطون في بنغازي و مصراتة، طوال عملية هارماتان (المصطلح الذي أطلقته فرنسا على عملياتها العسكرية في ليبيا)، فبعض عناصر الفرق الخاصة للاستخبارات الفرنسية، كانت مسؤولة عن حماية مصطفى عبد الجليل.

وقال التقرير إنه في شهر مايو 2011، تم دعم القوات الخاصة الفرنسية في بنغازي ومصراتة، في عملياتها السرية، من قبل كوماندوز سريين آخرين كانوا يأتون بشكل دوري لتقديم الدعم للمتمردين، وفي أغسطس 2011، تم إنزال قوات كوماندوز بحرية من مصراتة بالقوة خلال عملية فجر عروس البحر، أو الاستيلاء على طرابلس.

كما أن قوات خاصة فرنسية انتشرت في عدة مناطق ليبية، إلى جانب قوات كوماندوز بريطانية وإيطالية، كما أنشأت القوات القطرية مراكز تدريب في بنغازي وجبل نفوسة، مما سهل عمليات التسليم السرية للأسلحة، وأجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، كانت تُراقب بعناية كل حركة في سرت، حيث كانت آخر معاقل القذافي، وكانت تقاوم من يريدون الاستيلاء على السُلطة في طرابلس.

Shares: