شهدت معسكرات المرتزقة السوريين في ليبيا حالة من الاستنفار والتوتر على خلفية التطورات الأخيرة في العلاقات التركية – السورية وتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن إمكانية التطبيع مع سوريا.

وأفادت تصريحات لمصادر مطلعة نقلتها “المرصد الليبية”، أن حالة من الغليان تسود معسكرات اليرموك في طرابلس وسيدي بلال في جنزور والوطية، حيث يتواجد عناصر من المليشيات السورية المسلحة.

وتزامن هذا التوتر مع اندلاع اشتباكات دامية بين الجيش التركي ومليشيات المعارضة السورية في شمال سوريا.

وأوضحت المصادر، أن تصريحات أردوغان الأخيرة، والتي عرض فيها إمكانية لقاء الرئيس السوري بشار الأسد، قد أثارت غضب المليشيات السورية المعارضة وفرعها في ليبيا.

في ظل هذه التطورات، بدأ المرتزقة السوريون في ليبيا بالمطالبة بسداد مرتباتهم المتأخرة من حكومة طرابلس فوراً، معربين عن مخاوفهم من تخلي تركيا عنهم.

وفي إجراء احترازي، فرضت قيادة الجيش التركي في قاعدة الوطية الإقامة الجبرية على عناصر المعارضة السورية مساء اليوم في مقارهم.

كما وجهت العناصر الليبية المتعاونة مع هؤلاء المرتزقة بالاستنفار والتركيز على مراقبتهم في معسكراتهم.

وفي سياق متصل، كانت وكالة نوفا الإيطالية أفادت من قبل بأن تركيا تنشر آلاف المرتزقة السوريين في ليبيا والنيجر لحماية مصالحها الاستراتيجية في قارة أفريقيا.

وأوضحت الوكالة، في تقرير لها، أن منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة غير الحكومية، ومقرها في فرنسا، وثقت عمليات تجنيد المرتزقة السوريين في مناطق الصراع.

وبحسب التقرير، هؤلاء المقاتلين السوريين يتم نقلهم من سوريا إلى تركيا ومن ثم يتم إرسالهم عبر المطارات التركية إلى النيجر بواسطة طائرات عسكرية تركية.

وأضاف التقرير أن تركيا نشرت مقاتلين سوريين في مناطق صراع عدة منها أذربيجان وليبيا، من خلال شركة سادات وهي شركة عسكرية خاصة يقال إن لها علاقات وثيقة مع حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ومن جهته، قال المرصد السوري السوري لحقوق الإنسان، إن المرتزقة السوريين المدعومين من تركيا يتمركزون في المنطقة الحدودية بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو وسيحصلون على رواتب شهرية تصل إلى 30 ألف دولار، فيما سيحصل القتلى على رواتب تصل إلى 60 ألف دولار.

وأكدت مصادر أمنية للمرصد السوري لحقوق الانسان أن المخابرات التركية تستعد لإرسال الدفعة الثالثة من المرتزقة السوريين للقتال في النيجر بأفريقيا على خط تدخلها في ليبيا بعد أن أرسلت 550 عنصر من فصيل السلطان مراد على دفعتين في أقل من شهر.

وذكرت المصادر، أن المخابرات التركية أنجزت دورة تدريبية، مدتها 40 يوما في معسكرات تركيا، تخرج منها مئات الأفراد برتبة ضابط، لإرسال قسم منهم إلى النيجر في الدفعة القادمة، خلال الأسبوع الجاري.

وأوضحت المصادر أن المرتزقة السوريين يقاتلون إلى جانب الروس في النيجر، في مهمة هي الأصعب من رحلات الارتزاق السابقة التي جرت تركيا الشباب إليها في ليبيا وأذربيجان.

وأضافت أن عمليات المرتزقة تتركز عند المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو التي تنشط فيها الجماعات المتطرفة والجهاديين وتعد من أخطر الأماكن في البلاد.

Shares: