قالت مجلة أتالايار الإسبانية، إن ليبيا بدون الوجود العسكري الروسي، قد تصبح مفتاحا مهما للناتو، لافتة إلى أن الناتو يجب أن يتبنى استراتيجية أكثر فعالية لمواجهة النفوذ الروسي في إفريقيا، ويساعد على توحيد ليبيا للدفاع عن نفسها في مواجهة كافة القوات العسكرية الأجنبية.
وأضافت المجلة، في تقرير لها، أن التدخل الروسي في أفريقيا يمكن وصفه بأنه منهجي بصورة مثيرة للسخرية، حيث يهدف إلى إقامة شراكات مع القادة العسكريين والسياسيين في المنطقة.
وأوضحت أن روسيا تقدم الأسلحة والتدريب والدعم المالي للقادة العسكريين المؤيدين للانقلابات مقابل حقوق استخراج الموارد الطبيعية والقواعد العسكرية.
وتابعت أن وجود مجموعة فاغنر السابقة، التي أصبحت الآن “الفيلق الأفريقي”، والتي تم جلبها للقتال في السودان، رأس حربة لتنفيذ المخطط الروسي، موضحة أن استغلال عدم الاستقرار السياسي في ليبيا يمكن وصفه بأنه محور الوجود الروسي المكثف في المنطقة.
وقالت المجلة إن ليبيا الموحدة، التي لم تعد متسامحة مع الوجود العسكري الروسي، يمكن أن تفعل الكثير لمواجهة نزعة حكومة المجلس العسكري في منطقة الساحل وعدم الاستقرار الذي يجلبه.
وأضافت أن تزويد روسيا بقاعدة لوجيستية بحرية في البحر الأحمر بناء على اتفاق بين بوتين وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان سيمنحها نقطة تفوق أكبر على الناتو.
وأكدت أن المشاكل بدأت في ليبيا عندما وافقت روسيا على طباعة وتحويل أكثر من 10 مليارات دينار ليبي إلى الأمريكي خليفة حفتر بعد توسط الأمم المتحدة في تشكيل حكومة مؤقتة لتوحيد البلاد سياسيا.
وأشارت إلى أنه يجب على الناتو الحد من وجوده العسكري في المنطقة وعدم دعم قادة الانقلابات، وتوفير دعم ثنائي أكثر موثوقية للحكومات الإقليمية الموثوقة.
وسلط جوناثان واينر، المبعوث الأمريكي السابق إلى ليبيا، الضوء على تنامي النفوذ الروسي في أفريقيا وأهمية ليبيا في استراتيجية حلف الناتو لمواجهة هذا التحدي.
جاء ذلك في مقالة تحليلية نشرها معهد الشرق الأوسط، كشف واينر خلالها عن رؤيته لدور حلف الناتو في التصدي للتوغل الروسي المتزايد في القارة الأفريقية.
وفقًا لواينر، الذي شغل منصب المبعوث الخاص والمنسق الخاص لليبيا من 2014 إلى 2016، تظل ليبيا العامل الرئيسي في استراتيجيه الناتو لمواجهة الأنشطة الروسية في أفريقيا.
ويشير إلى إعادة تسمية روسيا للجناح الليبي لقوات فاغنر المرتزقة إلى “فيلق أفريقيا” الخاضع للسيطرة المباشرة للدولة الروسية.
يوضح واينر، أن التغلغل الروسي قد امتد ليشمل القوات المسلحة لعدة دول أفريقية، بما فيها بوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وليبيا ومالي والنيجر والسودان.
ويؤكد أن التدخل الروسي في أفريقيا كان منهجيًا وانتهازيًا على مدى العقد الماضي، مع ليبيا كنقطة انطلاق محورية.