حذر محمد الهنقاري، محلل قنوات الإخوان للشأن السياسي، من تحديات أمنية واقتصادية قد تواجه إعادة فتح معبر رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس، المقرر غدًا.

عصابات الترهيب

وأشار الهنقاري، في منشور على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إلى ضرورة التعامل مع ما وصفها بـ”عصابات الترهيب” على الجانب التونسي.

وأوضح أن هذه المجموعات قد تلجأ إلى مضايقة المسافرين الليبيين بوسائل مختلفة، بما في ذلك احتمال إغلاق الطرقات.

وربط الهنقاري هذه التصرفات المحتملة بمحاولات لحماية أنشطة التهريب، خاصة تهريب الوقود والسلع.

عصابات التهريب في المنطقة الغربية

كما لفت الهنقاري الانتباه إلى وجود تنسيق محتمل بين هذه المجموعات وما وصفها بـ”عصابات التهريب في المنطقة الغربية” من الجانب الليبي.

وأكد أن عملية ضبط المعبر وتأمينه ستتطلب وقتًا طويلًا من كلا الجانبين، الليبي والتونسي.

اشتباكات مسلحة طارئة

وعرقلت اشتباكات مسلحة طارئة إعادة افتتاح معبر رأس جدير المغلق منذ 3 أشهر، مما تسبب في تعطيل الحركة التجارية في هذه النقطة الحدودية التي تعدّ «شريان حياة» للمناطق المتاخمة لها من تونس وليبيا.

اشتباكات مسلحة بمنطقة زوارة

واندلعت الاشتباكات، وفقاً لشهود عيان، في منطقة زوارة مساء الأربعاء الماضي بين ما يسمى بـ«الكتيبة 55» برئاسة الميليشياوي معمر الضاوي، التابعة لرئاسة الأركان بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، وقوة عسكرية تتبع غرفة عمليات زوارة، ما تسبب في تصاعد الاستنفار الأمني بالطريق الساحلية المؤدية للمعبر.

ووفقاً لاتفاق سابق بين عبد الحميد الدبيبة ورضوخه لمجلس الأعيان والحكماء ببلدية زوارة، على إعادة فتح المعبر، ذهبت قوة مشتركة تضم اللواءين «55» و«111» للمشاركة في إعادة افتتاح المعبر إلا أنّ اشتباكات وقعت إثر إطلاق نار.

إفشال محاولات تشغيل المعبر

وفيما التزمت حكومة الدبيبة الصمت تباينت روايات شهود العيان لـ”الشرق الأوسط” حول الواقعة، وقالوا إن أفراداً من القوة المشتركة أطلقوا النار بعد السماح لهم بدخول الحدود الإدارية لزوارة مما تسبب في توتر الأوضاع، لكن هناك من يقول بعكس ذلك، مشيرين إلى أن مسلحين تابعين لـ«غرفة العمليات العسكرية» بزوارة، هم من بادروا بإطلاق الرصاص مما تسبب في إفشال محاولات تشغيل المعبر.

وسعت حكومة الدبيبة غير مرة إلى إزاحة قوة تتبع «المجلس العسكري» لزوارة تتولى إدارة المعبر، وسط رفض المكون الأمازيغي الذي يقطن زوارة ومدناً أخرى بالجنوب لهذا الإجراء، ما تسبب في إغلاق المعبر منذ مارس الماضي.

وكان يفترض إعادة افتتاح المعبر منتصف الأسبوع الماضي، لكن مسلحين من مدن الأمازيغ، أغلقوا الطريق الساحلية المؤدية إلى المعبر بالسواتر الترابية، قبل ساعات فقط من الموعد الذي أعلنته الحكومة لإعادة تشغيله رسمياً؛ للضغط على الدبيبة، لتحسين الخدمات والوضع المعيشي في مناطقهم.

وللتغلب على الأزمة التقى الدبيبة الثلاثاء الماضي، في مكتبه، وفداً من أعضاء مجلس الأعيان والحكماء ببلدية زوارة، لبحث مطالبهم، وناقش معهم قضايا خدمية، وأوضاع المعبر على اعتبار زوارة من البلديات الحدودية. كما وجه الشركة العامة للكهرباء، بتوفير المحولات اللازمة لاستقرار الشبكة العامة ببلديات الساحل الغربي.

دائرة الصراع بين سلطات طرابلس و«أمازيغ زوارة»

ودخل معبر «رأس جدير» مثل غيره من المنافذ الحدودية، دائرة الصراع بين سلطات طرابلس و«أمازيغ زوارة»، ما يتسبب في تعطيله وإغلاقه أمام حركة التجارة.

وعقب أحداث 11 فبراير، تقدّمت مدينة زوارة الصفوف واستولت قوّاتها على «رأس جدير»، وضمّت رسمياً المعبر الحدودي إلى المنطقة الإدارية، الواقعة تحت سيطرة بلديتها، لتتحول الأخيرة فيما بعد إلى مركز قوة حقيقي، على الرغم من أنها بقيت اسماً تحت سلطة الحكومات التي اتخذت من طرابلس مقراً لها، وفق محللين ليبيين.

بدوره، أكد الناطق باسم وزارة داخلية الدبيبة، عبد المنعم العربي، أن معبر رأس أجدير سيعاد افتتاحه غداً الاثنين، وذلك وفقاً لما صرح به لقناة “ليبيا الأحرار”.

Shares: