أكد وزير دفاع حكومة الألماني علي زيدان، محمد البرغثي، إن هناك تراجعا لدور لجنة «5+5» لاصطدامها بهيمنة التشكيلات المسلحة في المنطقة الغربية، وتأثرها بتجاذبات القوى السياسية والتنازع الحكومي على السلطة.

وأشار البرغثي، في تصريحات نقلتها “الشرق الأوسط” إلى انعكاس الصراع الدولي على القارة السمراء، وما اندلع ببعض دولها من نزاعات مسلحة من السودان، كل ذلك كان له تأثيره على عمل اللجنة.

وحذر من أن التوترات الأمنية التي تشهدها المنطقة الغربية جراء سلوك التشكيلات المسلحة هناك، تضيف مزيداً من التعقيد لمسار توحيد المؤسسة العسكرية.

ولفت إلى أن التجاذبات بين أفرقاء الأزمة الليبية لا تزال منحصرة بالجانب السياسي، ولم تتطور لأي شكل مسلح يهدد اتفاق وقف إطلاق النار الدائم.

ورأى البرغثي أن سبب دعوة الحداد والناظوري لمؤتمر الأفريكوم ربما يتعلق بسعي واشنطن لتأسيس قوة عسكرية مشتركة من قوات شرق وغرب البلاد لتتمركز بمنطقة الحدود الليبية والجزائرية والنيجيرية.

وشارك رئيسا أركان قوات الدبيبة محمد الحداد، ومليشيات حفتر، عبدالرازق الناظوري في مؤتمر وزراء الدفاع ورؤساء الأركان لجيوش دول قارة أفريقيا والقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» بالعاصمة البوتسوانية «غابورون».

وحسب بيان صادر عن رئاسة الأركان بحكومة الدبيبة، ناقش اللقاء عددًا من المواضيع التي تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار، وطرق حماية الموارد، ومعالجة التحديات الأمنية الملحة في القارة الأفريقية، وتبادل المعلومات وتشجيع الشراكات والتعاون فيما يتعلق بالتهديدات والتحديات الأمنية المشتركة، لتكون أفريقيا أكثر سلامًا وأمانًا.

وفي لقاء وصفه متابعون للشأن الليبي بالمهم، التقى الحداد والناظوري رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال تشارلز براون، وقائد القيادة العسكرية للقوات الأمريكية في أفريقيا «أفريكوم» الجنرال ميشل لانغلي، وناقشا مع المسؤولين العسكريين الأميركيين – وفق بيان رئاسة الأركان – «تعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحديات في مجال الأمن والاستقرار»

وكانت صحيفة إندبندنت عربية قد أكدت في تصريحات لها أن هناك تحركات أمريكية داخل ليبيا لمواجهة “الفيلق الأفريقي” لروسيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحركات الأمريكية أثارت تساؤلات ومخاوف من تحول الحرب الباردة مع روسيا، إلى صدام مباشر أو بالوكالة بين الطرفين على أرض ليبيا.

وأوضحت أن الولايات المتحدة قلقة من تزايد التمدد العسكري الروسي في الشرق الليبي، وجعله نواة لتشكيل الفيلق العسكري الإفريقي” وذراعها العسكرية الجديدة لكسب الصراع مع الغرب في القارة السمراء.

وأضافت أن الفيلق الأفريقي ستتكون قاعدته ونواته الرئيسية في شرق ليبيا بالتعاون بين موسكو وخليفة حفتر.

ولفتت الصحيفة إلى أن النشاط العسكري الأمريكي تمثل في زيارة وفد رسمي تابع لوزارة الدفاع الأمريكية لعدد من القواعد العسكرية في الغرب الليبي، بالتزامن مع إشراف شركة أمنية أمريكية على تدريب تشكيلات مسلحة تابعة لحكومة الدبيبة.

كما كشفت مصادر صحافية غربية عن وصول عناصر من الشركة الأمنية الأمريكية أمنتوم إلى ليبيا بموجب اتفاق مع الدبيبة، لتوفير التدريب لمجموعات مسلحة عدة في طرابلس، وسط تعتيم وتكتم تام من الحكومة الليبية.

وذكرت المصادر ذكرت أن أفراد أمنتوم سيتولون مهمة تدريب أعضاء من ثلاثة ألوية مسلحة غرب ليبيا، وهي اللواء (444) بقيادة محمود حمزة، واللواء (111) بقيادة عبدالسلام زوبي، واللواء (166) بقيادة محمد الحصان.

وأوضحت الصحيفة أن جهود التدريب بين أمنتوم ووزارة الخارجية الأمريكية تهدف إلى توحيد هذه التشكيلات المسلحة المختلفة، وتكليفها بتأمين الحدود وعمليات نزع السلاح.

وتابعت أن هذه الخطوة الأمريكية تأتي لإضفاء الطابع المهني على التشكيلات المسلحة بالتماشي مع خريطة طريق واشنطن للأزمة الليبية، والتي تعطي الأولوية لنزع سلاح الجماعات المسلحة، وتسريحها وإعادة إدماجها.

Shares: