تواجه الأموال والأصول الليبية الموجودة في الخارج مصيرًا غامضًا في ظل انقسام سياسي يُغيب التنسيق بين المؤسسات الليبية لاسترداد أصولها وأطماع الدول في ثروات الليبيين منذ أحداث 17 فبراير عام 2011 وحالة التناحر السياسي والتكالب على ثروات ليبيا دون النظر إلى أحوال الليبيين الذين يعانون الويلات، حتى أصبحت البلاد مطمعا لكل الدول المجاورة.

وكانت على رأس الدول التي تطمع في ثروات ليبيا، تركيا التي تسعى لنهب ثروات الليبيين بالتعاون مع أعوانها داخل ليبيا.

منع أحمد الفرجاني من دخول البنك

السلطات التركية قررت اليوم منع أحمد الفرجاني مدير المصرف العربي التركي والممثل للطرف الليبي من الدخول للبنك، زاعمًا أن قرارها جاء بسبب شبهات فساد تركيا كذريعة للاستيلاء على حصة ليبيا بالمصرف، مع الحديث عن فرار الفرجاني خارج تركيا وعودته إلى ليبيا.

ويمتلك المصرف الليبي الخارجي أكثر من 60% من مساهمات المصرف العربي التركي، فضلاً عن أرصدة أخرى مودعة في بنك زراعات التركي.

انهيار اقتصاد تركيا

ويريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تعويض انهيار اقتصاد بلاده المتعثر، فقد شهدت العملة انخفاضا كبيرا أمام الدولار، فضلا عن ارتفاع نسب البطالة، لذا فهو يحاول إيجاد موارد جديدة ووجد في ليبيا ضالته المنشودة.

المصرف العربي التركي كان المشرف على المشاريع للشركات التركية في ليبيا من حيث التمويل.

الأرصدة الليبية المودعة في البنوك التركية

وكانت هناك مطالبات كثيرة للمصرف الليبي المركزي بضرورة التدخل لنقل الأرصدة الليبية المودعة في البنوك التركية وحمايتها من السلطات التركية التي قد تستخدمها في إنقاذ عملتها المتدهورة وعلاج أزمتها الاقتصادية، مستغلة في ذلك علاقتها الوثيقة بالحكومات والمليشيات الليبية المتناحرة.

الأرصدة والودائع الليبية

المخاوف من ضياع أرصدة ليبيا في تركيا جاءت عقب صدور تقرير عن إدارة الاحتياطات بالمصرف المركزي، نبّه إلى المخاطر التي سيواجهها المصرف بحال استمراره في الاحتفاظ بالأرصدة والودائع الليبية في المصارف التركية، ومواصلته الاستثمار في السندات التركية بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الدولة التركية.

تحويل ودائع ليبيا من العملة الصعبة إلى الليرة التركية

كشف أمين عام المركز الليبي للتنافسية الاقتصادية سابقا، فوزي عمار، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يضغط على مؤسسات مالية ليبية لتحويل ودائعها إلى الليرة التركية لإنقاذها من الانهيار.

وقال عمار في تصريحات نقلها موقع “اليوم السابع” في مصر، إن أردوغان يمارس ضغوطا على مدير المصرف الليبي الخارجي محمد بن يوسف، الموجود في تركيا، لتحويل ودائع ليبيا من العملة الصعبة إلى الليرة التركية.

عمار أضاف، أن المصرف الليبي الخارجي يملك ما يزيد عن 60% من المساهمات في المصرف العربي التركي، وتقدر هذه المساهمات بالمليارات.

ولفت عمار إلى أن أردوغان، يضغط لتحويل الودائع الليبية في بنك “زراعات” التركي من الدولار الأميركي إلى الليرة التركية، على أن تضاف للمبلغ أرباح بقيمة 20% من الليرة.

المحافظة على أموال الليبيين

ودعا محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، إلى عدم الانجرار وراء دعوة أردوغان، والمحافظة على أموال الليبيين، محذرا بالوقت ذاته من خطوة تحويل الودائع الليبية إلى الليرة التركية.

ولفت إلى أن جماعات الإسلام السياسي تدعو هذه الأيام لدعم أردوغان لأنه يؤمن الملاذات لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا.

تأميم المصرف العربي الليبي للتجارة والتنمية بوركينافاسو

وفي سياق متصل، كانت حكومة المجلس العسكري الحاكم في بوركينافاسو، قررت تأميم المصرف العربي الليبي للتجارة والتنمية الذي أنشئ بموجب اتفاقية شراكة بين البلدين العام 1984، وقالت إن ذلك “يهدف لضمان حوكمة أفضل للبنك”.

حكومة المجلس العسكري الحاكم في بوركينافاسو، كانت أعلنت عن تأميم المصرف العربي الليبي للتجارة والتنمية الذي أنشئ بموجب اتفاقية شراكة بين البلدين العام 1984.

حكومة المجلس العسكري الحاكم في بوركينافاسو، قالت إن قرارها يأتي لضمان حوكمة أفضل للبنك.

وتأتي خطوة بوركينافاسو في وقت تعرضت فيه العديد من الأموال والأصول الخارجية لمحاولات مصادرة خاصة في دول أوروبية، تم فيها تجميد تلك الأموال.

Shares: