سلط جوناثان واينر، المبعوث الأمريكي السابق إلى ليبيا، الضوء على تنامي النفوذ الروسي في أفريقيا وأهمية ليبيا في إستراتيجية حلف الناتو لمواجهة هذا التحدي.

جاء ذلك في مقالة تحليلية نشرها معهد الشرق الأوسط، كشف واينر خلالها عن رؤيته لدور حلف الناتو في التصدي للتوغل الروسي المتزايد في القارة الأفريقية.

وفقًا لواينر، الذي شغل منصب المبعوث الخاص والمنسق الخاص لليبيا من 2014 إلى 2016، تظل ليبيا العامل الرئيسي في استراتيجيه الناتو لمواجهة الأنشطة الروسية في أفريقيا.

ويشير إلى إعادة تسمية روسيا للجناح الليبي لقوات فاغنر المرتزقة إلى “فيلق أفريقيا” الخاضع للسيطرة المباشرة للدولة الروسية.

يوضح واينر، أن التغلغل الروسي قد امتد ليشمل القوات المسلحة لعدة دول أفريقية، بما فيها بوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وليبيا ومالي والنيجر والسودان.

ويؤكد أن التدخل الروسي في أفريقيا كان منهجيًا وانتهازيًا على مدى العقد الماضي، مع ليبيا كنقطة انطلاق محورية.

يشير واينر إلى تسارع الوجود العسكري الروسي في أفريقيا بين عامي 2020 و2023، خاصة في أعقاب الانقلابات العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

كما يلفت الانتباه إلى تضاعف الوجود العسكري الروسي في ليبيا منذ أغسطس 2023.

وأوضح أن روسيا وافقت على طباعة وتسليم أكثر من 10 مليارات دينار ليبي للمواطن الأمريكي خليفة حفتر، إضافة إلى الدعم العسكري من مجموعة فاغنر.

وأشار إلى أن المرتزقة الروس انتقلوا بعد ذلك إلى السودان لدعم الرئيس السابق عمر البشير مقابل حقوق التنقيب عن الذهب.

كما توسع النفوذ الروسي في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ أواخر 2017 من خلال تقديم الأسلحة والخدمات الأمنية مقابل حقوق استخراج الذهب والماس.

وأكد واينر أن روسيا ضاعفت من وجودها العسكري في ليبيا منذ أغسطس 2023، حيث قام نائب وزير الدفاع الروسي يونس-بيك يفكوروف بخمس زيارات للقاء حفتر.

كما زارت مدمرتان روسيتان قاعدة طبرق البحرية التي يسيطر عليها حفتر في منتصف يونيو 2024.

وأشار واينر إلى أن حلف الناتو بدأ أخيراً في الاستجابة لهذا التوسع الروسي، حيث أصدر في مايو 2024 دراسة رئيسية حول ما يمكن أن يفعله الحلف للتعامل مع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والساحل وأفريقيا جنوب الصحراء لمواجهة “الأسباب الجذرية لانعدام الأمن والإرهاب وعدم الاستقرار.

وقدم واينر عدة توصيات لحلف الناتو، منها ضرورة بدء حوار مع أفريقيا، ودعم العملية السياسية في ليبيا، وإيجاد طرق للمشاركة في منطقة الساحل وأفريقيا جنوب الصحراء، ومكافحة الإرهاب من خلال التدريب التقني، ومواجهة التضليل الإعلامي الروسي، وتعزيز “مركز الناتو للجنوب”.

وختم واينر بالتأكيد على أن الناتو والغرب لا يمكنهما مواجهة تحول أفريقيا نحو حكم القادة العسكريين، أو الدور الروسي في تفاقم هذا الاتجاه واستغلاله، دون التصدي للمشكلة التي يمثلها انقسام ليبيا وتنافس زعماء “الميليشيات” فيها، حسب وصفه.

وأكد أن ليبيا موحدة لم تعد تحتضن وجوداً عسكرياً روسياً يمكن أن تساعد كثيراً في مواجهة اتجاه حكم الانقلابيين في منطقة الساحل وانعدام الأمن وعدم الاستقرار الذي ينبعث منها.

Shares: