أكد وكالة “نوفا” الإيطالية، أن مدينة زوارة تشهد توتر شديد بين مليشيات متناحرة منها مليشيا معمر الضاوي من ورشفانة، وغرفة العمليات العسكرية بزوارة.
وقالت خلال تقرير لها، إن اشتباكات وقعت أثناء مرور قافلة عسكرية مشتركة، مكونة من اللواءين 55 و111 التابعين لحكومة الوحدة.
وأشارت إلى رغم أن الوضع تم حله دون عواقب وخيمة بعد إطلاق بعض الطلقات التحذيرية في الهواء، إلا أن التوتر لا يزال يسيطر على الأجواء.
وكانت اشتباكات عنيفة وقعت مساء أمس الأربعاء، بين عناصر تابعة للغرفة العسكرية بزوارة وعناصر من المليشيات الإرهابية بإحدى البوابات الأمنية بالمدينة.
وفتحت إحدى الآليات التابعة للمليشيات الإرهابية النار على بوابة تابعة لغرفة عمليات زوارة، ما نتج عنه اشتباك من القوات العسكرية بزوارة بالمليشيات المسلحة، وإعلان حالة النفير العام لكل كتائب وسرايا غرفة عمليات زوارة.
وفرت عناصر المليشيات الإرهابية نتيجة الاشتباكات باتجاه الطريق الساحلي
ونتنج عن الاشتباكات إصابة طفلة عمرها 12 عاما من مدينة زوارة بمقذوف أطلقه أحدُ أفراد عصابة الضاوي.
وفي سياق آخر، أكد الناطق السابق باسم معبر رأس اجدير حافظ معمر، أن أزمة المعبر لم تظهر إلا بعد تولي عماد الطربلسي وزارة الداخلية في حكومة الدبيبة.
وقال معمر، في تصريحات صحفية، أن الطرابلسي فجر غضب أهل زوارة بما فعله بإدارة المعبر، وهو ما جعل الناس صبرها ينفد، وفق تعبيره.
وتساءل الناطق السابق باسم معبر رأس اجدير: كل وزراء الداخلية السابقين كانوا يُديرون المنفذ، فلماذا ظهرت المشكلة عند تولي الطرابلسي؟ مستطردا: لو تم حل مشاكل أهل زوارة، لم يكن المنفذ سيُغلق، أو تُخلق المشكلة من الأساس.
وأضاف أنه لا توجد وسيلة للضغط إلا بإغلاق المعبر لتحقيق مطالب البلديات، متابعا: هناك مدن تغلق الطرق بالأسبوع، ولا أحد يتكلم عنها ولا يفتحونها إلا بعد تحقيق مطالبهم، ولكنهم فقط يتكلمون عمن يغلقون معبر رأس اجدير لتحقيق مطالب مشابهة.
وواصل قائلا: هؤلاء أناس يريدون حقوقهم فقط، وأن يجدوا المأكل والمشرب، ولا يريدون دولار ولا يورو، مستطردا: المنفذ ملك للدولة فلتأخذه، ولكن يوفروا الخدمات لأهل المنطقة، وليأتي وزير الداخلية بأي جهة تديره.
وأشار إلى أزمة أخرى تتمثل في الإجراءات البيروقراطية للحكومة التي تعيق تقديم الخدمات لأهل زوارة، قائلا: إغلاق المعبر ليس إلا مجرد وسيلة من الوسائل للضغط على الحكومة، رغم اعتراضنا عليها، لكنه ليس لدينا وسيلة أخرى.
وكان من المقرر افتتاح المعبر يوم 24 يونيو الجاري بحضور وزيري الداخلية التونسي ونظيره بحكومة الدبيبة عماد الطرابلسي، لكن خلافات بين أطراف ليبية هددت بقطع الطريق على المتجهين إلى المعبر من ليبيا إلى تونس.
وأغلق محتجون من مدينة زوارة الطريق الساحلي من منطقة أبو كماش لمنع فتح المعبر، الذي استولت عليه قوة التدخل السريع زوارة، قبل أيام، وسيطرت على المكاتب المجهزة لإدارة المعبر.
وبحسب شهود عيان، فإن عناصر من مسلحي الأمازيغ عادت لتبسط نفوذها على الجانب الليبي من المعبر، وهو ما يفرض على سلطات طرابلس الدخول من جديد في مفاوضات معها أو التسليم بسيطرة الميليشيات المحلية.
ورضح الدبيبة لضغوط مليشيات زوارة التي أقدمت على غلق الطريق المؤدي إلى معبر رأس اجدير الحدودي مع تونس، مما أدى إلى تأجيل إعادة فتحه، وذلك احتجاجًا على ما اعتبروه إقصاءً الجهات العسكرية بالمدينة من الإشراف على المعبر.
وتمثل رضوخ الديببة في لقاء وفد من زوارة والاستماع إلى مطالبهم ووعد بتنفيذها، ووجه الشركة العامة للكهرباء بتوفير المحولات اللازمة لاستقرار الشبكة العامة في بلديات الساحل الغربي.
كما وجه جهاز النهر الصناعي باستكمال ربط آبار غدامس وبئر ترفاس ببلديات الساحل الغربي لتوفير مياه الشرب، بالإضافة إلى متابعة صيانة وتشغيل محطة التحلية بزوارة المتوقفة عن العمل منذ 10 سنوات.