كشف مركز جامعة جورج تاون الأمريكية للدراسات الأمنية أن الجنرال الروسي “أندريه أفريانوف” نسق سلسلة من المبادرات العسكرية والدبلوماسية في جميع أنحاء ليبيا.

وقال المركز في تقرير نقلته “ليبيا الأحرار”، إن استراتيجية “أفريانوف” تعمل على تعزيز النفوذ الروسي في ليبيا، وتنسيق جهود زعزعة الاستقرار لخلق الفوضى بين القوات المعارضة للمواطن الأمريكي حفتر، وبالتالي تسهيل سيطرته على البلاد.

وأضاف المركز أن هذه الاستراتيجية كانت فعالة في تعزيز أهداف موسكو الجيوسياسية في ليبيا من خلال تعزيز برامج التدريب العسكري، وتأمين حقول النفط الرئيسية، وتوفير الموارد الأساسية لدعم قوات حفتر.

وفي ذات السياق، سلط موقع “العربي الجديد” الممول من قطر، الضوء على توسع روسيا نفوذها في ليبيا عبر دعم عسكري ضخم للمواطن الأمريكي حفتر ومرتزقة فاغنر، مع سعيها لإعادة هيكلة وجودها العسكري مع تكثيف الزيارات والتعاملات مع حفتر وخطط استراتيجيه تتجاوز الجوانب العسكرية.

وأكد التقرير، أن روسيا تتجه للتدخل في الملف السياسي الليبي بعد سنوات من التركيز على الجانب العسكري والتحالف مع حفتر، بإظهار اهتمامها بملف المصالحة الوطنية.

وبدأت بإظهار اهتمامها بملف المصالحة الوطنية الذي تقوده الكونغو بالتنسيق مع الأطراف الليبية.

التقرير، أكد أن الدفع بملف المصالحة الوطنية كأساس للحل في ليبيا مقلق بالنسبة لحفتر، كونه يضم رموزا وقوى مؤثرة منهم الدكتور سيف الإسلام القذافي، وبالتالي فهو يشكل لهم نافذة للمشاركة في العملية السياسية، خصوصاً وأن سيف الإسلام برزت له مواقف مؤيدة عدة لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية، وهو ما لا يخدم مصالح حفتر الذي سيفقد وقتها ثقله في الجنوب الليبي.

وأكد التقرير، أن روسيا بدأت بالاهتمام بالملف السياسي الليبي مما يكشف عن اتساع خططها الإستراتيجية في ليبيا، وليس كما يبدو أنها تركّز فقط على الجانب العسكري، وتكثيف ثقلها ووجودها في معسكر شرق ليبيا وإقامة حلف مع حفتر.

وأقامت موسكو علاقات مع حفتر لسنوات طويلة، ولا تزال، كونه البوابة الرئيسية لنقل أطنان من المعدات العسكرية والمئات من المقاتلين إلى ليبيا.

وارتفع منسوب التعامل إلى مستوى شبه رسمي، من خلال خمس زيارات أجراها نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف إلى ليبيا خلال أقل من عام.

روسيا تطمع لإعادة هيكلة وجودها العسكري في ليبيا الذي كان يؤطره المئات من مرتزقة فاغنر، إلى فيلق عسكري أفريقي، لكن اللافت خلال كل هذه السنوات، أن موسكو لم تكن تبدي أي موقف سياسي داعم لحفتر ومعسكره، بل فضّلت الكلام بلغة دبلوماسية تظهر حيادها ودعوتها إلى حلّ سياسي جامع.

وفي إطار هذا التوجه الجديد، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جولة أفريقية شملت عدة دول منها الكونغو، حيث أكد اهتمام بلاده بمؤتمر المصالحة الوطنية الليبية المرتقب، كما عقد السفير الروسي في ليبيا اجتماعات مع قادة ليبيين ركز فيها على العملية السياسية والمصالحة الوطنية.

Shares: