شهدت مدينتا الزاوية وغريان الواقعتان غرب وجنوب العاصمة الليبية طرابلس توترا أمنيا جديدا، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين ميليشيا تابعة لوزارة الداخلية وأخرى تابعة للدفاع بحكومة الدبيبة، في خطوة يرى مراقبون أنها تعيد غرب ليبيا إلى مربع الفوضى.
ونقلت صحيفة العرب أن الفوضى والانفلات الأمني عادت لتلقي بظلالها على غرب ليبيا من خلال الاشتباكات المسلحة التي شهدتها مناطق عدة خلال الأيام القليلة الماضية.
وقالت مصادر محلية للصحيفة إن حالة من الاحتقان لاتزال تسيطر على الوضع العام في مدينة الزاوية، الواقعة على بعد 50 كلم إلى الغرب من العاصمة طرابلس، بينما يواصل الوجهاء والأعيان والزعماء القبليون القيام بوساطات بين الميليشيات المتصارعة في المدينة بهدف إقناعها بوقف إطلاق النار.
وشهدت الزاوية اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى وعدد الإصابات في صفوف المدنيين يومي الخميس والجمعة ليصل عدد القتلى إلى خمسة من عيد الأضحى.
كما شهدت مدينة غريان الواقعة على بعد 75 كلم جنوب طرابلس، مواجهات بين قوة عسكرية تابعة لحكومة الوحدة الوطنية وعناصر ميلشياوية مسلحة، ما أدى أول أمس السبت، إلى سقوط قتيلين وإصابة آخرين حالة أحدهم حرجة.
وقال شهود عيان، إن اشتباكات اندلعت بمنطقة كوبري القواسم في غريان بين عناصر تابعة للواء 444 قتال بإمرة محمود حمزة وعناصر من المدينة، ما تسبب في مقتل شخصين من أسرة واحدة.
إلى ذلك، أكد المرشح الرئيس فضيل الأمين، أن أهمية ليبيا وتأثيرها الجيوسياسي لا يمكنهما تحمل عدم الاستقرار والانقسام والتدخل، ولابد من وجود حكومة موحدة وشرعية ومعترف بها دوليا، لا انتخابات دون سلطة تنفيذية موحدة ولا استقرار بدونها أيضاً”، معتبرا أن السيارة المفخخة التي انفجرت في طرابلس مستهدفة مستشارة رئيس الحكومة رئيس الشركة الليبية لإدارة المشاريع المشتركة مع القطاع الخاص، عبد المجيد مليقطة، تضع الليبيين أمام وضعية خطيرة للغاية ومثيرة للقلق، وتشير إلى مستوى التوتر والتصعيد العنيف الذي سنشهده في ظل الانقسامات والمأزق السياسي.
ومن جانبه، أبرز المرشح الرئاسي سليمان البيوضي، أن عودة المفخخات للعاصمة مؤشر خطير ويستدعي بيانا عاجلا من وزير الداخلية يضع الرأي العام أمام الحقيقة ويبين ملابسات الحادث، وسلطة النائب العام هي المخولة بالتحقيق وإظهار النتائج، مردفا أن “أهم سؤال الآن هو مدى ارتباط هذه العملية بتصفية الحسابات السياسية وهو نذير شؤم وكارثة أن تتحول العملية السياسية في ليبيا إلى نهج جديد من استخدام المفخخات لتصفية الخصوم، والأخطر هو عودة العمليات الإرهابية فكرا وتنظيما للعاصمة”، وفق تعبيره.
وكانت القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، قالت الأربعاء الماضي، إن الوضع الأمني لايزال هشا في البلاد، وذكرت أنه في شهر مايو الماضي، جاءت الاشتباكات المتفرقة التي وقعت بين مجموعات مسلحة في منطقتي الجميل والزاوية، وتفجير سيارة مفخخة في طرابلس الأسبوع الماضي، فضلا عن التقارير التي تفيد باستمرار حشد السلاح داخل البلاد، مشيرة إلى أن كل ذلك جاء ليشكل تذكيرا صارخا بهشاشة المشهد الأمني في ليبيا.
وشهدت مدينة الزاوية الواقعة غرب طرابلس، اشتباكات السبت بين مجموعات مسلحة تسببت في إيقاف الدراسة وإغلاق أجزاء من الطرق المؤدية إلى المدينة.
وقال ضابط في مديرية أمن الزاوية في تصريح لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”، إن “المناطق الجنوبية لمدينة الزاوية تشهد منذ الجمعة اشتباكات بين مجموعات مسلحة”، مشيراً إلى استمرارها الصباح لكن بشكل “متقطع”.
وأضاف “تسببت الاشتباكات في إغلاق بعض الطرق وإيقاف الدراسة في الزاوية حتى إشعار آخر، بسبب التبادل العشوائي للقذائف بين المسلحين”.
وعن أسباب التوتر، قال الضابط إن “خلافات بين أفراد مجموعات مسلحة تطورت إلى مناوشات ولم تنجح جهود الوساطة حتى الآن في وقف الاشتباكات”.