حذر إسماعيل العيضة، رئيس لجنة الطوارئ الطبية بحكومة حماد الموازية، من المخاطر المتزايدة للدغات العقارب في منطقة الكفرة، مشيراً إلى تحديات متعددة تواجه الجهود الطبية لمكافحة هذه المشكلة.

 

وفي تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط”، أكد العيضة أن بيع الأمصال المضادة للعقارب في الصيدليات الخاصة أدى إلى التلاعب بها وغشها، مما يؤثر سلباً على فرص نجاة المصابين.

 

وأضاف أن هذه الممارسة تشكل تهديداً خطيراً لصحة المواطنين وسلامتهم.

 

وأشار إلى وجود نقص حاد في الكوادر الطبية بالمنطقة، قائلاً: “رغم وجود ثلاثة مستشفيات وأكثر من ست عيادات عامة، إلا أن هناك نقصاً كبيراً في عدد الأطباء والفرق الطبية المساعدة”.

 

 

وأوضح أن هذا النقص يؤثر سلباً على قدرة المرافق الصحية على التعامل مع حالات لدغات العقارب بشكل فعال.

 

وحول أسباب ارتفاع معدل الوفيات الناجمة عن لدغات العقارب في الكفرة، أرجع العيضة ذلك إلى التأخر في نقل المصابين إلى المستشفى وتلقيهم المصل المضاد في الوقت المناسب.

 

وأضاف أن تفضيل بعض الأهالي لطرق الطب الشعبي، مثل الحجامة، كإجراء أولي يؤخر عملية الإنقاذ ويقلل من فرص نجاة المصاب.

 

وفيما يتعلق بظروف انتشار العقارب، أوضح العيضة أنها تخرج ليلاً بحثاً عن الرطوبة، مشيراً إلى أن انقطاع الكهرباء، حتى لدقائق معدودة، يسهل تسللها إلى المنازل، خاصة تلك الواقعة داخل المزارع.

 

وفي ختام تصريحاته، دعا العيضة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين إدارة الأمصال المضادة للعقارب، وزيادة الوعي المجتمعي بخطورة التأخر في طلب الرعاية الطبية المتخصصة في حالات اللدغ، مؤكداً على أهمية تعزيز القدرات الطبية في المنطقة لمواجهة هذه المشكلة الصحية الخطيرة.

 

وفي سياق متصل، أعلن مستشفى مدينة الكفرة، وفاة طفل في الرابعة من العمر بعد ساعات من وصوله إلى المستشفى لتلقي العلاج من تعرضه للدغة عقرب، ما يشير إلى عودة كابوس لدغات العقارب إلى جنوب ليبيا.

 

ورغم أن المستشفى أعلن أن غالبية الحالات التي وصلت إليه تماثلت للشفاء بعد تقديم العلاج المناسب لها من خلال أمصال مخصصة لسموم العقارب، لكنه أفاد باستقباله يومياً نحو 50 مصاباً بلدغات عقارب.

 

وذكر المستشفى أنه ينتظر وصول شحنة أمصال مضادة للسموم وعدت بها حكومة البرلمان لمواجهة مخاطر لدغات العقارب، لا سيما مع قرب دخول فصل الصيف وبدء ارتفاع درجات الحرارة.

 

وقال الناطق الإعلامي باسم مستشفى الكفرة، في تصريحات صحفية، إن الطفل أول ضحايا لدغات العقارب هذا العام، أدخل إلى العناية المشددة في قسم الأطفال، وكانت حالته خطيرة بسبب تأخر تلقيه الإسعافات الأولية بعد تحويله من عيادة الحي الذي يقطن فيه.

 

وأضاف أن المصابين بلدغات العقارب يتوافدون منذ أشهر إلى المستشفى، وبلغ عددهم 379، علماً أن عددهم ارتفع بشكل كبير في الأيام الأخيرة بسبب موجة الحرارة المرتفعة التي شهدتها المنطقة.

 

وبحسب تقرير لصحيفة العربي الجديد الممولة من قطر، قال مدير مركز البحوث العلمية في المدينة عثمان التايب، إن بيئة الكفرة تعد إحدى الأكثر احتضاناً للعقارب في ليبيا، موضحا أن بحوثه انتهت إلى أن أكثر من 80% من العقارب المنتشرة في الكفرة ذات سميّة شديدة.

 

 

ويجري المركز، بحسب التايب، تجارب على أنواع كثيرة من العقارب لمحاولة استخراج أمصال يمكن أن تستخدم لمواجهة مخاطر اللدغات، ناصحا المواطنين بإجراء إسعافات أولية عدة في حال الإصابة باللدغة، منها تبريد المكان المصاب بالثلج وتطهيره، ونصح المصاب بعدم الحركة لتقليل انتشار السمّ في الجسم.

 

ووفقا للتقرير، تثير ظاهرة انتشار العقارب وارتفاع مؤشرات مخاطرها على سكان جنوب ليبيا جدلاً واسعاً منذ سنوات، إذ يتهم أهالي الجنوب السلطات بالتقاعس عن توفير أدوية وأمصال لعلاج اللدغات، وبالتساهل في موضوع تسريب شحنات من هذه الأمصال من المستشفيات إلى الصيدليات الخاصة للمتاجرة بها، وبيعها للمواطنين بأسعار عالية.

 

وأفاد بأن جهات أهلية عدة لجأت إلى منصات التواصل الاجتماعي لإرشاد السكان إلى كيفية تقديم إسعافات أولية للمصابين بلدغات العقارب، حيث أعلن مركز نور العلم الأهلي في الجنوب أن متطوعيه نجحوا في إنقاذ حياة سبعة أطفال عبر تقديم إسعافات أولية لهم.

 

Shares: