بعد انتشار فيديو لعناصر من مليشيات داخلية الدبيبة أثناء اعتدائها على عائلة بها أطفال وتهددهم بالرصاص خلال مرورهم في سيمافرو القلب بتاجوراء في العاصمة طرابلس، أصدرت داخلية الدبيبة اليوم السبت، قرارًا بفصل عنصر الشرطة.
وانتشر المشهد الذي يُوثق حادثة اعتداء أحد أفراد الأمن التابعين لوزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في إحدى الاستقافات الأمنية بمنطقة تاجوراء شرق مدينة طرابلس على أحد المواطنين وممارسة الترهيب والإرهاب المسلح عليه بإطلاق النار عليه رفقة أطفاله وزوجته، وسط صراخ وبكاء الأطفال.
المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أكدت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أنه بالنظر إلى ما تم رصده خلال هذه الحادثة وما انطوت عليه المشاهد من ترهيب مسلح واعتداء لفضي وتعريض سلامة وحياة المواطن الضحية وأسرته للخطر جراء إطلاق الأعيرة النارية بهذا الشكل المتهور وبدون مبرر، ناهيك عن أنّ الواقعة تُمثل أهانه وحط بكرامة وآدمية الضحية، وكما تُمثل انتهاكاً جسيماً وصارخ لحقوق الإنسان والمواطنة، وكما تُشكل جريمة يُعاقب عليها قانون العقوبات الليبي وهي جريمة إساءة استعمال السلطة للإضرار بالآخرين والتعسف في استخدام الحق.
وأكدت المؤسسة، أن الواقعة تُمثل تجاوزاً للصلاحيات والمهام الموكلة إلى أفراد الأمن المناط بهم حفظ الأمن وضمان أمن وسلامة المواطنين والمقيمين وحماية أرواحهم وممتلكاتهم وإنفاذ القانون وضمان حماية حقوق الإنسان والإلتزام بالقوانين والتشريعات في أثناء أدائهم لمهام عملهم الأمنية، وليس التسلط على المواطنين والمقيمين في الاستقافات الأمنية وسوء التعامل معهم والإساءة إليهم وممارسة الترهيب والإرهاب المسلح والاعتداء على مستخدمي الطريق العام.
وأشارت إلى أن الواقعة المشار إليها أعلاه تشكل مخالفة لأحكام القانون رقم 5 لسنة 2018 م بشأن قوة الشرطة، وتعديلاته وتحديداً ما نصت عليه المادة 75 الفقرة 17 و 18 المادة 81 يحاكم تأديبيا وجنائياً بحسب نوع الاعتداء سواء كان لفظي أو جسدي فيعاقب بالعقوبات المقررة في النصوص في القانون الليبي :
وهي جريمة الإيذاء البسيط والجسيم والخطير وفقاً للمواد ( 379 ـ 380 ـ 381 ) ، والسب (438) من قانون العقوبات.
وفي هذا الصدد طالبت الـمُؤسسَّةِ الوطنيِّةِ لحُقوقِ الإنسَّان بليبيـا، وزارة الداخلية بفتح تحقيق عاجل وشامل وشفاف في ملابسات الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالهم وفقاً لما جاء في قانون هيئة الشرطة وقانون العقوبات الليبي، وضمان تقديم المسئولين عنها إلى النيابة العامة المختصة، وكذلك ضمان عدم تكرار هذه الممارسات المشينة بحق المواطنين والمقيمين أثناء مرورهم بالبويات الأمنية وتوجيه ضباط وأفراد الأمن بضرورة وأهمية احترام المواطنين والمقيمين وعدم التسلط عليهم والإساءة إليهم.
وأعلنت وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة المؤقتة، اليوم السبت، فصل عنصر شرطة متهم بإطلاق الرصاص في الجو أمام مركبة مواطن، وترويع عائلته في تاجوراء.
وأوضحت الوزارة، في منشور عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أنها تابعت تناقل صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه أحد أفراد الأمن المكلفين بالعمل في الإشارة الضوئية بمستشفى القلب في تاجوراء وهو يطلق الرصاص في الجو أمام مركبة مواطن، وترويع عائلته.
وأضافت أن وزير الداخلية بحكومة الدبيبة، أصدر تعليمات للإدارة العامة للعمليات الأمنية بتوقيف العضو الذي ظهر في المقطع، واتخاذ الإجراءات القانونية ضده، وإحالته إلى التحقيق.
وأكد البيان، ضبط عضو الشرطة، وفصله عن هيئة الشرطة، واتخاذ كل الإجراءات القانونية حياله.
وشهدت تاجوراء واقعة مؤسفة حين أقدم أحد عناصر الشرطة على إطلاق النار في الهواء أمام سيارة مواطن، مما أدى إلى ترويع العائلة التي كانت بداخلها.
وقعت هذه الحادثة بالقرب من الإشارة الضوئية لمستشفى القلب في تاجوراء، مما يثير القلق حول سلوك بعض عناصر الأمن في الأماكن العامة.
لم تمر الحادثة مرور الكرام، إذ تم توثيقها بالفيديو وانتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا الانتشار الواسع للفيديو أجبر داخلية الدبيبة للتحرك السريع، خاصة أنها ليست الأولى من نوعها، حيث شهدت الفترة الماضية أحداث مؤسفة لعناصر من الشرطة والمليشيات المسلحة في ترويع المواطنين الآمنين.