عادت حالة عدم الاستقرار الأمني والتوتر في مدينة الزاوية غرب ليبيا خلال الساعات الماضية، بعد اغتيال الميليشيات المسلحة للشاب عبد الباري أبو عوبة أمام منزله.

وذكرت “الاتحاد” أن ذلك يأتي في ظل عجز الأجهزة الأمنية عن التصدي للجرائم التي ترتكبها التشكيلات المسلحة.

وأشار مصدر لـ”الاتحاد” إلى أن الاغتيالات الممنهجة المستمرة خلال الأشهر الماضية تضعف أي تحركات لإرساء الأمن والاستقرار في مدينة الزاوية، في ظل الصراع المحتدم بين الميليشيات المسلحة المتورطة في جرائم هجرة غير شرعية إلى أوروبا.

ومن جانب آخر، كان آمر قوة الإسناد الأولى بالزاوية محمد بحرون، الملقب بـ”الفار”، قد نفى تحمله أي مسؤولية عن الفوضى والدمار الذي شهدته مدينة الزاوية مؤخرًا، جراء الاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين مجموعات مسلحة تابعة له وأخرى موالية لما يسمى دعم الاستقرار، واسفرت عن سقوط قتلى ومصابين.

ورد الفار، على تداول البعض أن لديه مشاكل مع قبيلة أولاد أبو حميرة بمدينة الزاوية، قائلا في منشور له عبر صفحته الشخصية “فيس بوك”, إنه وجب التنبيه أنه ليس لدينا أي مشكلة مع قبيلة أولاد ابوحميرة، أو أي قبيلة أخرى، وليس لدينا أي مشكلة جهورية أو قبلية مع احد.

جاءت تصريحات بحرون على خلفية الاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينة الزاوية منذ أيام بين مجموعات تابعة له وأخرى تابعة لنائب رئيس جهاز دعم الاستقرار، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وتضرر البنية التحتية في المدينة.

وزعم: “إنما مشكلتنا مع بعض من نصبو أنفسهم قيادات وهم ليسو إلا مجموعه من الفاشلين و المجرمين، لا همّ لهم إلا أنفسهم ولو على حساب دمار المدينة وهلاكها بمن فيها.”.

كما زعم، أنه غروراً منهم جمعوا المجرمين والمطرودين من كل مكان، وكسوهم بالمال والسلاح، ضناً منهم أنهم بهم محصنين، ونسوا فرعون وقارون، موضحًا أنه آن الأوان لتغييب مصالح الشخوص والجماعات والقبائل والجهويات، وتغليب مصلحة المواطن والوطن. على حد تعبيره.

وأختتم حديث قائلا: “وطن موحد آمن خالي من المجرمين الفاسدين المفسدين ولو على حساب أنفسنا… فهي قضيتنا واليها نسير رغم كيد الكائدين”.
وشهدت مدينة الزاوية، السبت الماضي، اشتباكات مسلحة بين مجموعات تابعة لآمر قوة الإسناد الأولى بالزاوية محمد بحرون، الملقب بـ«الفار»، وأخرى تابعة لنائب رئيس جهاز دعم الاستقرار حسن بوزريبة.

وبدأت الاشتباكات في منطقة جنوب الزاوية، وامتدت من منطقة السيدة زينب حتى أبوصره، ورفعت درجة الاستعداد في فروع الزاوية المركز والزاوية الغرب، بالتعاون مع الهلال الأحمر.

ووفقا لجهاز الإسعاف والطوارئ، أسفرت الاشتباكات عن مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين، كما رحل عدد من العائلات من منطقة الاشتباكات.

وتسببت الاشتباكات في إغلاق بعض الطرق وإيقاف الدراسة في الزاوية حتى إشعار آخر، بسبب التبادل العشوائي للقذائف بين المسلحين.

ومن جهتها، أعلنت الشركة العامة للكهرباء في ليبيا، أن الاضطرابات أدت إلى قطع التيار الكهربائي عن بعض مناطق المدينة.

وتقع مدينة الزاوية الساحلية على مسافة 40 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس، ويقطنها أكثر من 300 ألف نسمة، ويربطها طريق سريع مع طرابلس ومعبر رأس جدير الحدودي مع تونس.

Shares: