في إشارة إلى الدعم العسكري الروسي للسلطات الحاكمة في شرق ليبيا، دعت الولايات المتحدة خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي عن الأزمة الليبية، إلى تفتيش السفن الروسية المتوجهة إلى السواحل الليبية.
المندوب الأميركي
وأعرب المندوب الأميركي عن ترحيب بلاده بتجديد ولاية عملية “إيريني” البحرية لفرض حظر الأسلحة على ليبيا في مايو الماضي، موضحًا أن مهمتها ترمي إلى تقديم معلومات عما يحدث على الشواطئ الليبية، معتبرًا أن هذا القرار ضروري نظرًا لتزايد انتهاك حظر توريد الأسلحة.
وفي سياق ذكر الدعم المالي الروسي للمواطن الأمريكي خليفة حفتر، قال المندوب الأميركي إن “تعميم الفئات المزيفة من الدينار الليبي زاد من اضطراب الأسواق الليبية وأنه يغذي الانشقاق السياسي في ليبيا”، مشيرًا إلى فرض واشنطن عقوبات على شركة “غوزناك” الروسية لطباعتها مليار دولار من العملة الليبية المزيفة.
روسيا تجدد اتهامها للغرب وحلف شمال الأطلسي
من جانبها، جددت روسيا اتهام الغرب وحلف شمال الأطلسي بالاعتداء غير المشروع على ليبيا، داعية إلى انسحاب متوازن لكل القوات الأجنبية لإنهاء أي وجود عسكري خارجي. كما أعربت موسكو عن قلقها من “تلاعب السلطات المالية الأجنبية” الذي قد يشكل خطرًا على الأصول الليبية.
وحذرت الدبلوماسية الروسية من وجود “خطط غير شفافة” لأطراف خارجية لإنشاء مجموعات مسلحة على الحدود مع ليبيا، رجحت أن تكون بهدف جمع المقاتلين من شرق وغرب البلاد، مؤكدة أن توريد الأسلحة يقوض الاستقرار ويجب وقفه.
وفي سياق متصل، تتطلع روسيا لترسيخ وجودها العسكري الدائم في شرق ليبيا، من خلال نشر قوات تابعة لها، وأخيرا معدات وآليات عسكرية ثقيلة؛ حيث تجري فرقة من السفن الروسية زيارة “بروتوكولية” لمدة 3 أيام إلى قاعدة طبرق البحرية.
التعاون العسكري مع المواطن الأمريكي خليفة حفتر
وتأتي هذه الزيارة بعد سلسلة من الخطوات الروسية الأخيرة لتوثيق التعاون العسكري مع المواطن الأمريكي خليفة حفتر، بما في ذلك تسليم شحنات أسلحة وعقد لقاءات مكثفة، فضلاً عن نقل قوات روسية إلى شرق ليبيا في الآونة الأخيرة.
وتجري فرقة من السفن الحربية الروسية المُكونة من طراد الحس الصاروخي “فارياج” والفرقاطة “المارشال شابوشنيكوف” زيارة إلى قاعدة طبرق البحرية لمدة 3 أيام، بعد زيارةٍ أجرتها إلى مصر، بالتزامن مع عيد روسيا الوطني في 12 يونيو، بهدف تنفيذ بمناورات مشتركة.
وبحسب تقرير لمنصة فواصل، قُرأت هذه الزيارة الروسية إلى طبرق بأنها أبعد من مجرد “مجاملة دبلوماسية،” فهي عمليا تأتي في سياق جهود روسية متصاعدة لترسيخ وجودها العسكري في شرق ليبيا.
وأفادت بأن ذلك يأتي في ظل تقارير غربية عن عزم روسيا إنشاء قاعدة بحرية عسكرية تمنح الرئيس فلاديمير بوتين موطئ قدم لا يقدر بثمن على ضفاف المتوسط وإطلالة على الجناح الجنوبي لحلف النيتو، عدو موسكو الأزلي.
الزيارة البحرية لا تعد الأولى من نوعها
وذكر التقرير، أن هذه الزيارة البحرية لا تعد الأولى من نوعها، بل سبقتها عدة خطوات روسية لتوثيق التعاون مع مليشيات حفتر؛ ففي أبريل الماضي فقط، سلمت روسيا 5 شحنات كبيرة من الأسلحة إلى حفتر عبر البحر إلى ميناء طبرق.
ونقلت المنصة عن مصادر تأكيدها بأن هذه الدفعة هي الخامسة على الأقل من التجهيزات العسكرية التي وصلت إلى طبرق خلال 45 يوما، منوهة إلى أن المشرف على إنزالها قوات روسية مستقرة في ميناء طبرق.
وأشار التقرير إلى تكثيف موسكو في الآونة الأخيرة من اجتماعاتها المباشرة مع حفتر، حيث زار نائب وزير الدفاع الروسي يونس يفكوروف بنغازي في 31 مايو الماضي، وكانت هذه زيارته الخامسة منذ أغسطس 2023.
الاجتماعات المكثفة توضح أن روسيا تعمل على تشكيل ما يسمى “فيلق أفريقيا” في ليبيا من المقرر اكتماله نهاية صيف 2024، ليحل محل مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية المنحلة، وتتمركز في ليبيا، وستكون قادرة على العمل أيضاً في دول الساحل الإفريقي مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو والمنطقة.
ووفقا للتقرير، لا يبدو أن الحديث عن القاعدة البحرية الروسية يدور بمعزل عن إعلان سابق لمليشيا حفتر منتصف مايو الماضي، عن الشروع في إنشاء “مدينة عسكرية ضخمة” للتدريب على مختلف الأسلحة والعلوم الأمنية غرب بنغازي.
وستمتد المدينة العسكرية على مساحة 5467 هكتاراً، وستضم ميناءً بحرياً مجهزاً وكذلك مطاراً عسكرياً بكامل مرافقه، ما يلمح إلى إمكانية أن تستضيف هذه المدينة العسكرية الواسعة أيضاً قوات روسية، في ظل التنسيق العسكري المكثف بين موسكو وحفتر.