قال الناشط السياسي الليبي، أحمد التواتي، إن تضارب القرارات والسياسات المتعلقة بالاقتصاد جراء الانقسام السياسي وتصارع فرقاء الأزمة، أسهم بقوة في تدني الأوضاع المعيشية لعموم الليبيين، بدرجة عجز معها كثير من الأسر عن شراء أضحية العيد.

وأضاف التواتي في تصريح نقلته “الشرق الأوسط” أن عدم تمكن الليبيين من شراء الأضاحي يعني تراجع مظاهر البهجة والاحتفال بالعيد، وذلك لارتباط طقوسه بتجمع أفراد الأسرة وتشاركهم في طقوس ذبح الأضحية، مؤكداً عجز الحكومتين عن معالجة أزمات المواطنين المعيشية قبيل العيد بحلول جدية ومبتكرة.

وقلل التواتي من حرص المؤسسات والقيادات الليبية على تقديم التهنئة للشعب بحلول العيد، ومشاركة جموعه أداء الشعائر في أكثر من مدينة، معربا عن اقتناعه بعدم تفاعل الليبيين كثيرا مع تلك السلوكيات المتكررة خلال المناسبات الدينية والوطنية.

وأوضح أنه في ظل تعذر تحقيق الانتخابات، التي يأمل أن تفرز طبقة سياسية وسلطة تشريعية وتنفيذية جديدة تتولى إدارة البلاد، انصرفت قطاعات واسعة بالمجتمع للاهتمام بشؤونها الخاصة.

وانتقد التواتي اقتران معايدات العيد لأغلب المسؤولين في الجهتين بإظهار واستعراض إنجازات كل فريق بالمساحة التي يسيطر عليها، مؤكداً أن مثل هذه السلوكيات ترسخ حالة الانقسام، مشيرا إلى أن ارتفاع تكاليف المعيشة، وما تم تداوله عن شكوك في نزاهة توزيع حصص الحج، الذي تتكفل الدولة بنفقاته، أفسد ما تبقى من فرحة العيد بالنسبة لقطاع كبير الليبيين.

وتسبب إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة في خسارة جزء كبير من الثروة الحيوانية في المنطقة الشرقية الليبية، ما تسبب في ارتفاع أسعار الأضاحي بصورة حادة.

وذكرت “رويترز” أن أسعار الأضاحي تأثرت بشكل عام بنفوق عدد كبير من الأغنام والأبقار، التي كانت مصدر رزق كبير لليبيين.

وما فاقم الأزمة، بحسب الوكالة، هو أن أسعار الأضاحي المستوردة من إسبانيا وأوكرانيا، التي كانت في الماضي تشهد إقبالا من أصحاب الدخل المحدود، تضاعفت تقريبا، التي كان يبلغ سعرها سابقا نحو 500 دينار ليبي لتصل هذا العام إلى 950 دينار ليبي.

وأبرزت “رويترز”، فشل حكومة شرق ليبيا المتحالفة مع الأمريكي خليفة حفتر، في تخفيف العبء عن المواطنين؛ رغم محاولتها استيراد أضاحي من الخارج، فضلا عن سعيها لضبط الأسعار عن طريق جهاز الحرس البلدي.

ونقلت الوكالة عن موظف ليبي قوله: “الحياة أصبحت صعبة، نحن الليبيون ضعنا، نعم ضعنا”.

ويرجع عدد من تجار الأغنام في ليبيا، الأزمة الحالية إلى ارتفاع سعر العلف، وعدم الحفاظ على الثروة الحيوانية المحلية، حيث قال أحدهم: “الدولة لا تدعمنا وسعر الأعلاف مرتفع، وأسعار هذا العام مرتفعة بشكل كبير”.

Shares: