شهد المشهد السياسي الليبي تعثراً في انعقاد الاجتماع الثلاثي الثاني الذي كان مقرراً عقده في القاهرة بين محمد المنفي، وعقيلة صالح، ومحمد تكالة.

كان الهدف من هذا الاجتماع استئناف المشاورات التي بدأت في مارس الماضي بالقاهرة، لكن تعثره يعكس استمرار الأزمة وصعوبة التوافق بين الأطراف الرئيسية. حسبما نشر موقع “الوسط الليبي”.

في ظل هذا التعثر، تتصاعد النقاشات حول إمكانية استبدال حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة بحكومة جديدة تحظى بدعم مجلسي النواب والدولة.

وقد شهدت مدينة مصراتة لقاءً لما يسمى بعدد من القوى السياسية لمناقشة هذه المسألة، مع توقعات بعقد لقاء موسع قبل منتصف يوليو بالتنسيق مع البعثة الأممية. حسبما نشر موقع “الوسط”.

على صعيد آخر، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات عن بدء تسجيل الناخبين لانتخابات المجالس البلدية، التي ستشمل 60 بلدية من أصل 106. وقد لاقى هذا الإعلان ترحيباً دولياً، حيث اعتبره المبعوثون الأمريكي والألماني والهولندي فرصة لإثبات قدرة ليبيا على إجراء انتخابات ناجحة.

وفي سياق متصل، وفي مشهد مكرر من فصول الأزمة الليبية، بدأ الحديث عن تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا، مع حلول موعد إحاطة مسئولة البعثة الأممية بالإنابة ستيفاني خوري.

كما تستمر التوترات حول الوجود العسكري الأجنبي في ليبيا، مع نفي روسيا لتقارير عن انتشار قوات “فاغنر” شرق البلاد.

أخيراً، عقد في تونس اجتماع برعاية أمريكية جمع مسئولين من الحكومتين المتنافستين لمناقشة إعداد موازنة موحدة، لكنه انتهى دون اتفاق، مما يسلط الضوء على عمق الأزمة الاقتصادية والمالية في البلاد.

واعتبر المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند، أن هذه الانتخابات «ستمثل دليلاً على قدرة ليبيا على إجراء انتخابات وطنية في الأخير».

ورآها السفير الألماني مايكل أونماخت «فرصة ثمينة لإثبات أن ليبيا قادرة على خوض عملية انتخابية ناجحة، ليس فقط على مستوى البلديات، ولكن على المستوى الوطني أيضاً»، وتوافق هذان التصريحان مع موقف جوست كلارنبيك سفير هولندا في ليبيا.

ولم يترك الدبيبة الفرصة ليهاجم المشاركين في اللقاء، ويتهمهم بالسعي لتعطيل الانتخابات، ويصف مداولاتهم في منشور كتبه في حسابه على منصة «إكس» بـ«مناورة» من أجل اختراع مراحل انتقالية جديدة تسمح لهم بإعادة توزيع المناصب والبقاء في السلطة، وفق قوله.

وفي هذا السياق نفت السفارة الروسية لدى ليبيا ما تردد عن انتشار 1800 من عناصر القوات الروسية الخاصة «فاغنر» شرق ليبيا، ورأت أن ما جرى نشره حول التهديد الروسي في ليبيا مجرد خبر كاذب آخر، مشيرة إلى أنه “إذا كانت الدعاية الملفقة والممولة من الغرب تتحدث عن الأعداد الرهيبة للوحدات العسكرية الروسية، فإن الغرب يخطط لزيادة أعداد وحداته العسكرية”.

Shares: