أكد الباحث في معهد «تشاتام هاوس» البريطاني، أن التواجد البحري الروسي في ليبيا والبحر المتوسط يتوقف على قوة الأسطول في البحر الأسود، لذا فإن الحرب في أوكرانيا التي تستنزف موارد روسيا ستؤثر بشكل مضاعف على نفوذ موسكو في المنطقة.
جاء ذلك خلال مقال نشرته جريدة «نوفايا غازيتا» الروسية المستقلة، ومقرها لاتفيا، والتي ربطت بين مخرجات الحرب الروسية في أوكرانيا واستمرار النفوذ الروسي في ليبيا و منطقة البحر المتوسط ، مرجحًا أن تلجأ موسكو إلى تطبيق الاستراتيجية نفسها التي تتبعها داخل ليبيا في باقي المناطق التي تسعى لإنشاء موطئ قدم لها في شرق المتوسط.
ونتيجة لسيطرة روسيا على البحر الأسود، تمكنت من بناء تواجد قوي في شرق المتوسط وإحكام ربط المنطقتين جيوسياسياً. لكن الحرب في أوكرانيا قوضت قدرتها على استعراض النفوذ، ما قد يدفعها لإعادة تحديد دورها هناك.
كما تشير تقديرات الكاتب إلى أنه دون تحقيق النصر في أوكرانيا، فمن المرجح تراجع نفوذ روسيا تدريجياً في البحرين الأسود والمتوسط والشرق الأوسط، خاصة أن الحرب عطلت ثلث أسطولها في الأسود ومنعتها من تناوب أصولها البحرية.
ورأى الكاتب أنه “دون تحقيق النصر الكامل في أوكرانيا، فمن المرجح أن يتراجع نفوذ روسيا في البحر الأسود والبحر المتوسط والشرق الأوسط بمرور الوقت”.
ورجح أن يلجأ الكرملين إلى تعميم الإستراتيجية التي يتبعها في ليبيا في باقي المناطق التي يتوق لتعزيز نفوذه بها في الشرق الأوسط وأفريقيا، وهي استراتيجيه ذات تكلفة منخفضة وتأثير استراتيجي كبير.
وقال إن الحرب في أوكرانيا أجبرت الصناعة العسكرية في روسيا على التركيز بشكل أساسي على تلبية احتياجات الحرب بدلًا من تصدير الأسلحة إلى الحلفاء.
وأضاف: “عطلت الحرب في أوكرانيا ما يقرب من ثلث السفن الحربية الروسية في البحر الأسود. علاوة على ذلك، منذ أن أغلقت تركيا مضيق البوسفور والدردنيل أمام السفن الحربية في فبراير 2022، لم يتمكن الكرملين من تناوب الأصول البحرية بين المنطقتين”.
وزعم التقرير، نجاح روسيا في تغيير ميزان القوى في البحر الأسود، وتعزيز نفوذها في منطقة غرب البلقان وجنوب القوقاز، في العام 2014 بعد ضم شبه جزيرة القرم ذات الأهمية الاستراتيجية. جاء ذلك بعد سيطرتها على أبخازيا الانفصالية الجورجية في أعقاب حرب قصيرة بالعام 2008، بعدها تمكنت من السيطرة على ما يقرب من ثلثي ساحل جورجيا على البحر الأسود.
ومنذ وقتها، عمل الكرملين على تحديث قاعدة بحرية في ميناء طرطوس في سورية حتى يستوعب سفنًا عسكرية أكبر، والتوسع في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، ثم توجهت إلى تعزيز نفوذها في قاعدة الجفرة في ليبيا، وتحويلها إلى نقطة إنطلاق رئيسية لعملياتها في أفريقيا.