تسبب إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة في خسارة جزء كبير من الثروة الحيوانية في المنطقة الشرقية الليبية، ما تسبب في ارتفاع أسعار الأضاحي بصورة حادة.

وذكرت “رويترز” أن أسعار الأضاحي تأثرت بشكل عام بنفوق عدد كبير من الأغنام والأبقار، التي كانت مصدر رزق كبير لليبيين.

وما فاقم الأزمة، بحسب الوكالة، هو أن أسعار الأضاحي المستوردة من إسبانيا وأوكرانيا، التي كانت في الماضي تشهد إقبالا من أصحاب الدخل المحدود، تضاعفت تقريبا، التي كان يبلغ سعرها سابقا نحو 500 دينار ليبي لتصل هذا العام إلى 950 دينار ليبي.

وأبرزت “رويترز”، فشل حكومة شرق ليبيا المتحالفة مع الأمريكي خليفة حفتر، في تخفيف العبء عن المواطنين؛ رغم محاولتها استيراد أضاحي من الخارج، فضلا عن سعيها لضبط الأسعار عن طريق جهاز الحرس البلدي.

ونقلت الوكالة عن موظف ليبي قوله: “الحياة أصبحت صعبة، نحن الليبيون ضعنا، نعم ضعنا”.

ويرجع عدد من تجار الأغنام في ليبيا، الأزمة الحالية إلى ارتفاع سعر العلف، وعدم الحفاظ على الثروة الحيوانية المحلية، حيث قال أحدهم: “الدولة لا تدعمنا وسعر الأعلاف مرتفع، وأسعار هذا العام مرتفعة بشكل كبير”.

وتابع بقوله “الثروة الحيوانية في ليبيا تم تهريبها لدول الجوار، لا توجد لدينا دولة تهتم بهذه الثروة، ولا يتكلمون عن الأغنام إلا عندما يأتي العيد”.

ونقلت الوكالة أيضا عن نقيب القصابين في بنغازي فوزي العقوري قوله “من أسباب ارتفاع الأسعار بيع الأضاحي خارج البلاد وتهريبها”.

وأتم بقوله “كانت ليبيا تأتي في المركز الثالث على مستوى أفريقيا من حيث حجم الثروة الحيوانية، لكنها الآن تراجعت إلى المركز الثامن”.

وتشهد أسعار الأضاحي في ليبيا ارتفاعا بشكل غير مسبوق، ما أصاب الأسر الليبية التي تستعد للاحتفال بعيد الأضحى، بحالة من التذمر.

ورغم توسع إنشاء الحظائر المؤقتة لبيع المواشي في الشوارع والساحات، إلا أن عملية البيع تشهد ركودا؛ بسبب ارتفاع الأسعار والتي أدت إلى غياب المشترين لأسباب عديدة منها بطء عملية تنزيل المرتبات في حسابات مستفيديها.

وبلغ سعر الخراف الصغيرة في حدود 2200 إلى 2500 دينار، فيما بلغ أسعار الخراف الكبيرة بين 3000 إلى 4000 دينار، ما أثار استغراب الكثير من المواطنين، لا سيما مع ارتفاع أسعار المواشي المستوردة، حيث يبلغ سعر الخروف الأسباني 1800 دينار والخروف الروماني 1600 دينار.

ونقل موقع بكم الاقتصادي، عن مصدر مسؤول بوزارة الزراعة والثروة الحيوانية قوله إن الوزارة لم تتخذ أي إجراءات لتوريد الأضاحي لعدم جدية الحكومة في تنفيذ مثل هذه المبادرات.

كما نقل الموقع أيضا عن الخبير بمركز البحوث الزراعية والحيوانية الشارف امحمد، قوله إن ارتفاع أسعار الأضاحي يعود إلى جملة من المؤشرات منها، موجة الجفاف التي ضربت البلاد خلال الثلاثة سنوات الأخيرة.

وأشار إلى تراجع المراعي الطبيعية، والعوامل المناخية الصعبة التي أدت إلى ارتفاع تكاليف تربية المواشي، وارتفاع أسعار الأعلاف خاصة مع رفع أسعار العملات الأجنبية، ناهيك عن مضاربة التجار في الأسعار.

Shares: