في كتاب جديد يكشف وثائق سرية من أرشيف رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق والسياسي البارز جوليو أندريوتي، تتجلى صورة الزعيم الليبي الراحل القائد الشهيد معمر القذافي، كقائد رافض للخضوع للهيمنة الأمريكية.

وثائق سرية من أرشيف رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق

وعرض عبد الرحمن شلقم، وزير الخارجية الليبي السابق، كتاب “جوليو أندريوتي ومعمر القذافي”، للكاتبان الإيطاليان، ماسيموبو كاريللي، وولوكا ميكيليتا، يكشف عن وثائق سرية من أرشيف رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق والسياسي البارز جوليو أندريوت.

ويسلط الكتاب الضوء على فترة متوترة في العلاقات الليبية-الأمريكية خلال الثمانينيات، حيث وصل الصراع إلى حد المواجهة العسكرية.

القذافي يصر على موقفه الصلب

وفي محضر اجتماع مع أندريوتي، أكد القذافي موقفه الصلب قائلاً: “لا أمانع إقامة علاقات طبيعية مع أمريكا، لكنني أرفض أن أكون تابعاً أو بيدقاً لها.” هذا التصريح يعكس رؤية القذافي لليبيا كدولة ذات سيادة، ترفض الانصياع للإملاءات الأمريكية.

وفي مقابل هذا الموقف، يكشف الكتاب عن تحامل الرئيس الأمريكي رونالد ريغان على القذافي، فعندما قدم أندريوتي نسخة من “الكتاب الأخضر” لريغان، رفض الأخير استلامه ساخرًا: “حتى هتلر ألف كتابًا.” هذا الموقف يبرز عمق الخلاف الأيديولوجي والسياسي بين واشنطن وطرابلس.

رفض القذافي للهيمنة الأمريكية

ورغم جهود أندريوتي لتهدئة التوتر، إلا أن الصراع تصاعد، وصولاً إلى الهجوم الأمريكي على طرابلس وبنغازي في 1986. هذه الأحداث تؤكد أن رفض القذافي للهيمنة الأمريكية لم يكن مجرد شعارات، بل موقفًا ثابتًا كلفه ثمنًا باهظًا.

كما تضمن الكتاب محاضر لاجتماعات بين أندريوتي والعقيد معمر القذافي، ومراسلات بينهما، واجتماعات أندريوتي مع وزراء وسفراء ليبيين بروما، واجتماعات عدة بين الرائد عبد السلام جلود الذي تولى ملف العلاقات الإيطالية – الليبية لسنوات طويلة.

الصدام السياسي والعسكري مع ليبيا

كان السياسي الإيطالي حاضراً في خضم ذلك الصدام السياسي والعسكري. حاول من دون كلل أن يرتق الخرق بين الطرفين، إذ كان يرى أن تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وليبيا، سيدعم الاستقرار والتعاون بمنطقة البحر الأبيض المتوسط.

القذافي يرفض أن يكون تابعاً أو بيدقاً لأميركا

عرض الكتاب محضر اجتماع بين القذافي وأندريوتي، حيث ركز في هذا الاجتماع على العلاقات الليبية – الأميركية، والعلاقات الثنائية الإيطالية – الليبية، والقضية الفلسطينية.

أكد القذافي أنه لا يمانع إقامة علاقات طبيعية بين ليبيا وأميركا، لكنه يرفض أن يكون تابعاً أو بيدقاً لأميركا.

كما يورد الكتاب لقاء أندريوتي مع الرئيس ريغان، ومناقشة العلاقات الليبية – الأميركية معه، لكن ريغان كان متحاملاً على القذافي بشدة.

حاول أندريوتي من دون كلل، أن يفتح باباً للحوار بين الطرفين؛ منعاً لوقوع صدام بينهما يؤدي إلى توتر واضطراب في منطقة البحر الأبيض المتوسط، لكن جهوده لم تنجح.

هذه الأحداث تؤكد أن رفض القذافي للهيمنة الأمريكية لم يكن مجرد شعارات، بل موقفًا ثابتًا كلفه ثمنًا باهظًا.

Shares: