قال محمد بويصير المستشار السياسي السابق للمواطن الأمريكي خليفة حفتر، إن الأخير يُصدر الخردة ليحصل على الأموال، وإلا فمن أين يأتي بالتمويل لإنشاء جيش جبار، إلا إذا كان ذلك من أعمال مخالفة للقانون؟.

وأضاف بويصير في تصريحات نقلتها “ليبيا الأحرار” أن حفتر ليس وحده الذي يعمل بالتهريب، وهناك مجموعات في غرب ليبيا تعيش من تهريب النفط، لافتا أن التهريب مشكلة بنيوية في النظام الاقتصادي الليبي نتجت عن احتكار الحكومة أولا، وكذلك ضرب الرقابة.

وأوضح أن ثقافة التهريب غزت ليبيا وأصبح اسمها “تفتيح الرأس”، وهناك في أوروبا ليبيون معروفون باسم “رجال الـ10%”، مشيرا إلى أن الرقابة انعدمت بعد 2011، وأصبح هناك تكالب على السلطة والمال.

وقال محمد بويصير إن شركة الوطنية للنفط المنوط بها إدارة هذا الملف غارقة في هذه العملية حتى أذنيها، ليس فقط في إصدار الأوراق الرسمية للمحروقات ولكن في أمور أخرى كثيرة.

وأضاف بويصير أن أحد المسؤولين عن شراء النفط أخبره بـ”نشتري الوقود بأغلى من أسعار السوق العالمية بـ30% ثم ندعم الفرق، ثم يبيعه نفس الأشخاص للخارج عن طريق التهريب”.

ونقل بويصير تصريح مصطفى صنع الله له، أن مدير إحدى الشركات التي تحتكر توزيع المنتجات النفطية هو الذي يوقع بنفسه على الشحنات التي تهرب من حدود تونس.

وأضاف أن صنع الله أكد له أنه استدعى الرجل وحذره، ولكن الواقعة تكررت ما دفعه لتحويله للتحقيق، إلا أنه أعيد في ظل اللغط السياسي كمدير للشركة وهو موجود بالسلطة الآن.

وأشار إلى أن استهلاك الوقود يُحسب بحسب عدد السكان، والولايات المتحدة ذات الـ320 مليون نسمة متوسط استهلاك الفرد بها بين 1.5 و2.5 لتر، لافتا إلى أن الاستهلاك في ليبيا يبلغ 7.5 لتر للفرد، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كنا نشرب البنزين، وهذا دليل على التهريب.

وتابع أن بنغازي تستهلك بنزين أكثر من طرابلس رغم أن عدد سكانها ثلث طرابلس، وهذا يعني رفع راية حمراء، والجهات الرقابية عليها التحقيق في الأمر.

وفي ذات السياق، كشف تحقيق أجرته السلطات البريطانية، عن تورط عائلة الدبيبة وصدام نجل المواطن الأمريكي خليفة حفتر، في قضية بيع كميات كبيرة من النفط الليبي في السوق السوداء.

وأوضح التحقيق، أن من بين المتورطين في القضية أيضا رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة، ورئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء محمد المشاي؛ بهدف لتمويل الميليشيات شرقا وغربا.

وفي سياق متصل، أصدر موقع طاقة لافريكان المتخصص في أخبار البيانات الاستشارية تقريرا مطولا عن ملف الطاقة السنوي في ليبيا، والذي حمل معلومات وبيانات دقيقة عن القطاع الأهم في البلاد.

وأوضح التقرير، الذي طالعه وترجمه “ج بلس”، أنه على مدى السنوات السبعة عشر الماضية، قدم جون هاملتون، المدير الإداري لشركة African Energy، تقارير مفصلة ومتعمقة عن قطاع الطاقة في ليبيا بما في ذلك جميع جوانب قطاعات النفط والغاز والطاقة الكهربائية.

وتناول التقرير وقائع الفساد في القطاع؛ إذ أثار منح عقد إعادة تطوير حقل نفط كبير بشكل مباشر إلى مجموعة محلية صغيرة ليس لها سجل معروف، مزاعم بالفساد وأثار أسئلة محتملة محرجة للشركات الدولية العاملة في حقل الظهرة، كما كانت لها تداعيات سياسية خطيرة.

وأفاد بأن المعارضة العامة والمؤسساتية أدت إلى القضاء على خطة لمنح حصة غير مسبوقة من الإنتاج تبلغ 40% في أكبر حقل للنفط والغاز غير المطوّر التابع للمؤسسة الوطنية للنفط إلى الشركاء الدوليين.

وتنتج ليبيا 1.8 مليون برميل يومياً من النفط الخام موزعة على 12 نوعا أشهرها خام السدرة من ضمن سلة خامات أوبك، بالإضافة إلى خام الشرارة والذى يعد من أجود أنواع الخامات يليه خام مليتة، البريقة، مسلة، السرير، الزويتنة، أمنة، أبو الطفل، البورى، الجرف.

ويعد الخام الليبي، بحسب تقارير دولية، من أفضل أنواع النفط الخام في العالم، حيث يصنف بـ Sweet crude أي من الخامات الحلوة الخفيفة فيما عدا البوري والجرف، ويقارن عادة بخامات غرب أفريقيا من حيث النوعية والجودة.

Shares: