سلط موقع “أخبار الآن” الإماراتي خلال تقرير له الضوء على أسباب اختيار روسيا لليبيا مقرًا للفيلق الأفريقي، موضحًا أن ذلك يرجع لعلاقات الرئيس الروسي بوتين مع المواطن الأمريكي حفتر، إضافة إلى نشاط فاغنر السابق في مدينة سرت.
وأكد الموقع حسبما نقل عنه “ليبيا برس”، أن روسيا بدأت تشكيل الفيلق كمجموعة عسكرية رسمية مطلع يناير 2024، وأنشأت له قاعدة بحرية روسية في مدينة طبرق، موضحة أن مخاطر التوغل الروسي في أفريقيا تشمل دعم الدب الروسي بكل الطرق للأنظمة العسكرية التي وصلت الحكم بالانقلابات العسكرية.
زعزعة استقرار الدول التي لا تراها حليفة لها في المنطقة
وأشار التقرير إلى أن موسكو ستعمل على زعزعة استقرار الدول التي لا تراها حليفة لها في المنطقة عبر دعم الجماعات المعارضة، ومساعدتها للوصول إلى السلطة إن كانت تخدم مصالحها.
وأكد أن فاغنر كانت تتمركز في قاعدة القرضابية الجوية وميناء سرت البحري، إضافة إلى قاعدة الجفرة الجوية، وقاعدة براك الشاطئ الجوية.
أهم اسباب اختيار ليبيا
ولفت إلى أن من أهم أسباب اختيار ليبيا هو موقعها الاستراتيجي على ساحل المتوسط، الذي يعد موقعًا مهمًا لخطوط الإمداد العسكري والعناصر التابعة للفيلق، وروسيا تُرسخ وجودها العسكري في أفريقيا وعلى ساحل المتوسط، بُغية الهيمنة والسيطرة على قطاع الطاقة من غاز ونفط، بالإضافة إلى قطاع التعدين.
وشدد على أن مرتزقة “فاغنر” عادوا بعد مصرع زعيمهم يفغيني بريغوجين، مرة أخرى للعمل تحت راية وزارة الدفاع الروسية بشكل أقوى وأوسع انتشارًا، باسم للفيلق الأفريقي، وتم تقسيمهم إلى فرق وإرسالهم إلى عدة جبهات، منها 5 بلدان هي ليبيا، بوركينا_فاسو، مالي، جمهورية إفريقيا الوسطى، و النيجر.
نائب وزير الدفاع الروسي الإنغوشي الأصل
ويشرف على الفيلق، نائب وزير الدفاع الروسي الإنغوشي الأصل يونس بك يفكوروف.
وأشار إلى هدف موسكو من التوغل بأفريقيا، هو توسيع نطاق نفوذها عالميًا، لإيجاد المزيد من أسواق التصدير والوصول إلى الموارد الطبيعية، مع حرص بريغوجين قبل وفاته على إقامة علاقات مع قيادات مالي وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وآخرين، حيث نشر المرتزقة للتصدي لحركات التمرد، أو توفير الحماية الشخصية للقادة.
وتمكنت فاغنر في المقابل، من الوصول إلى صفقات المناجم والبنية التحتية بالإضافة إلى النفوذ السياسي، واشتغل عملاء فاغنر أيضًا في التعدين وتدخلوا في الانتخابات وفبركوا ونشروا المعلومات المضللة، وجاء ذلك بتكلفة دموية حيث قُتل ما لا يقل عن 1800 مدني خلال عمليات فاغنر في جميع أنحاء أفريقيا منذ عام 2017.
ولفت التقرير، إلى أنه لم يكن غريبًا أن يزور نائب وزير الدفاع الروسي ليبيا و تشاد ومالي والنيجر، وهو الذي اختارته القيادة الروسية لتشكيل الفيلق الأفريقي.
وبدأت موسكو بنشر الفيلق الأفريقي في جنوب ليبيا من خلال هبوط طائرات شحن في 13 أبريل الماضي بمنطقة براك الشاطئ، محملة بعشرات الجنود والمعدات والأسلحة العسكرية، عبر سفينتي الإنزال “إيفان جرين” و”ألكسندر أوتراكوفسكي”.
وشملت المركبات مزيجًا من المركبات الخفيفة والثقيلة، مثل الشاحنات الصغيرة وشاحنات GAZ وKAMAZ، إضافة إلى المدفعية المضادة للطائرات من طراز ZU-23-2.
واتجهت الطائرات نفسها نحو قاعدة الجفرة بوسط ليبيا، ثم إلى النيجر ومالي.
موسكو تنشر أكثر من 1800 جندي في ليبيا خلال الأسابيع الماضية
ونشرت موسكو أكثر من 1800 جندي في ليبيا خلال الأسابيع الماضية فضلاً عن نقلها المئات من القوات الخاصة من أوكرانيا إلى ليبيا خلال عام 2024، وتعد هذه الخطوة بداية لتوغل روسيا عسكريًا بأفريقيا.
وأكد التقرير، أن روسيا تحاول التي لا تملك إرثًا استعماريًا في القارة، استبدال الوجود الفرنسي المتراجع وسط ترحيب من شباب إفريقي يرى أن #باريس هي السبب الرئيس في تخلف بلادهم.
قواعد عسكرية في جنوب ليبيا
كما تسعى روسيا للحصول على قواعد عسكرية في جنوب ليبيا وفي إفريقيا الوسطى من أجل تثبيت وجودها في المنطقة ومد نفوذها نحو مناطق أخرى.
وأوضح التقرير، أن وزارة الدفاع الروسية منهمكة منذ بضعة أشهر في الاستحواذ على عمليات فاغنر في مالي وليبيا وإلى درجة أقل في جمهورية إفريقيا الوسطى.
جزء من صراع كبير بين الغرب وموسكو
ولفت إلى الدول الأفريقية ليست سوى جزء من صراع كبير بين الغرب وموسكو، لذلك عليها أن تكون حذرة في العقود الاستثمارية التي تبرمها مع الكرملين والتأكد من أنها تخدم مصالح شعوبها.
واختتم التقرير بأن تاريخ مرتزقة فاغنر، والآن الفيلق الأفريقي، حافل بقتل المدنيين عشوائيًا، ونهب الموارد الطبيعية من البلدان التي ينزلون بها.