حذر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” نظيره الليبي، من تدخل وزارة الرياضة في البلاد في مهام عمله، بما يؤدي إلى خرق لوائح الهيئة الدولية، كما هدد بإيقاف نشاط اتحاد الكرة في حال استمرار التجاوزات.
وشدد الاتحاد الدولي على ضرورة العمل بالتوصيات التي ذكر بها في مخاطباته، وذلك قبل أيام قليلة تسبق مباريات مهمة سيخوضها منتخب ليبيا الأول في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
ونشر الحساب الرسمي للاتحاد الليبي لكرة القدم، الثلاثاء، تفاصيل مراسلة “فيفا” كاملة، وجاء في بدايتها استنتاج للهيئة الدولية وقراءة لمحتوى مراسلة أولى، كان الاتحاد الليبي قد أرسلها بتاريخ 29 إبريل الماضي، وتناولت اعتراضا على تدخل وزارة الرياضة في بعض الجوانب، تمثلت في تعليمات أرسلتها الأخيرة، ولم تكن في نطاق مهامها.
وجاء في أول المراسلة: “يبدو أن رسالة وزارة الرياضة إلى الاتحاد الليبي لكرة القدم تحتوي على تعليمات فيما يتعلق بتنظيم الجمعية العمومية للاتحاد، ويبدو أيضا أنها توفر تعليمات بشأن أعضاء الجمعية العامة للاتحاد ومندوبيهم المشاركين في المؤتمر العادي، والذي كان من المقرر عقده في 2 مايو 2024، ولكن تم تأجيله في النهاية”.
وذكر فيفا وزارة الرياضة الليبية بقوانينه، وأهمها: “يجب على الاتحاد الليبي أن يدير شؤونه بشكل مستقل، ودون أي تأثير غير ضروري من طرف ثالث، بما في ذلك الحكومة، وفي هذا السياق نرى أنه يجوز لوزارة الرياضة تزويد الاتحاد الليبي بأي معلومات أو توصيات مهمة فيما يتعلق بتشكيل الهيئات التنفيذية لأعضاء الجمعية العامة”.
وشدد “فيفا”، في خطابه المبطن بالتهديد: “أي محاولات للتدخل في الجوانب التنظيمية للجمعية العامة للاتحاد الليبي لكرة القدم، يمكن أن ترقى إلى تأثير غير مبرر من قِبل أطراف ثالثة، ويمكن اعتبارها انتهاكا للالتزام القانوني، قد تؤدي إلى إيقاف الاتحاد الليبي، بغض النظر عما إذا كان الانتهاك منسوباً إليه أم لا”.
وبهذا يؤكد الاتحاد الدولي أن فصل السياسة عن كرة القدم هو تعليمة لا يمكن اختراقها، ومن شأنها أن تؤثر على المنتخبات الليبية، وحتى الأندية مستقبلا في حال استمر التداخل في المهام. وانتهى نص البيان بالتحذير من التعامل مع أي عضو أو جمعية موقوفة من ممارسة عضويتها بموجب العقوبات، ويمنع أي اتصالات معها، في حين أوكل فيفا مهمة إصدار العقوبات للجنة التأديبية للاتحاد، وذلك مع الالتزام بالقوانين الدولية للعبة الشعبية.
وتخشى الجماهير الليبية من وقوع صدام بين اتحاد الكرة ووزارة الرياضة في هذا الوقت بالتحديد، إذ إن المنتخب الليبي مقبل على خوض مباراتي الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات كأس العالم 2026، ضد منتخبي موريشيوس وجزر الرأس الأخضر، وهما مقابلتان مهمتان في سباق التأهل.
قال عبد الحكيم الشلماني رئيس الاتحاد العام الليبي لكرة القدم، إن الجميع على دراية بما حدث من أعمال شغب بين الجماهير في شرق وغرب ليبيا، رغم مرور ثلاثة مواسم ناجحة بتكثيف الأمن.
وأضاف الشلماني في اجتماع مصور، أن السبب في أعمال الشغب في شرق وغرب وحتى الجنوب من ليبيا هو بسبب الجماهير، مطالبا الإعلام الوطني بتحري الدقة والوقوف بجانب مصلحة ليبيا.
وأشار إلى أن “هناك بعض الإعلاميين هم من يخلقون الفتنة ويأججون الخلافات بيت الفرق وبعضها وبين الشر والغرب، وليس رئيس اتحاد الكرة أو أعضاء مجلس إدارة الاتحاد”.
وأوضح الشلماني أنه سيعلن عن الموعد السداسي ومكانه، وسيدرس الموقف الحالي، وهل سنكمل بدون جمهور أو بجمهور، لافتا إلى أن الاتحاد لم يتدخل في الأمور الفنية التي تخص المنتخب الليبي لكرة القدم ولا في اخيارات المدرب أو أي شيء من هذا القبيل، لكن في حال خسارة المنتخب هناك من يشمت في اتحاد الكرة فهؤلاء ليسوا ليبيين.
وأوضح أن اتحاد الكرة يتكون من لجان متخصصة كل لجنة تقوم بعملها، فهناك لجنة القيد ولجنة المسابقات وغير، وأن الاتحاد لم يتدخل يوما في اعتماد نتيجة مباراة أو ما شابه ذلك، لكنه يضع الخطوط العامة والجداول ويهتم بالمنتخب فقط.