قال رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان، مصطفى عبد الكبير إن هناك أطرافا دولية أصبحت هي الحاكم الفعلي لمعبر رأس اجدير.
وأضاف الكبير في تصريحات نقلها موقع العربي الجديد، أن المعبر يمثل نقطة ربط دولية مهمة للسلع القادمة من آسيا مرورًا بشمال إفريقيا ثم أوروبا، لافتا إلى تأثر الحياة الاقتصادية والاجتماعية في محافظات جنوب تونس الحدودية والمنطقة الغربية في ليبيا، بغلق معبر رأس اجدير.
وتوقع مصطفى الكبير استمرار تلك التأثيرات لسنوات أخرى في غياب أي حلول اقتصادية للمناطق الحدودية بين البلدين، مشيرا إلى أن غلق معبر رأس اجدير، وغياب حلول اقتصادية للمناطق الحدودية تبقى المنطقة على رمال متحركة، وتعزز الهشاشة الاجتماعية نتيجة التعويل على التجارة غير الرسمية لتوفير مواطن رزق للمواطنين هناك.
وأوضح أن المنطقة الحدودية التونسية الليبية اعتمدت بصورة كبيرة على التجارة غير الرسمية العابرة للحدود، في حين أدرك النظامان في تونس وليبيا خطورة هذا الأمر في عام 2009، وكانا يتجهان لاحتواء التجارة غير الرسمية، عبر إنشاء المنطقة اللوجيستية الحرة، ولكن الثورة في البلدين أحبطت المشروع.
وأكد أن كل الحكومات التي تعاقبت على تونس ما بعد ثورة يناير 2011 فشلت في إيجاد حلول اجتماعية واقتصادية للمنطقة الحدودية الجنوبية، ما يجعل السكان المحليين في مواجهة مباشرة لتداعيات غلق المعبر.
وقال الكبير إنه لا توجد أي مقومات حقيقية حاليًا لإنشاء مشروع المنطقة اللوجيستية الحرة بين تونس وليبيا، كما لا توجد أي بوادر لاستكمال مشروع المنطقة الحرة في غياب التمويل اللازم والإرادة السياسية للبلدين، مشيرا إلى أن تحول المنطقة الحدودية لمنطقة نزاع بين مصالح العديد من الدول، يحول دون الوصول إلى هدف المنطقة الحرة.
وفي ذات السياق، صرح الباحث السياسي الألماني ولفرام لاتشر، بأن تصرفات عماد الطرابلسي وزير الداخلية في حكومة عبد الحميد الدبيبة تؤجج صفوف الساخطين على الحكومة، في وقت بات فيه وضع الدبيبة أكثر خطورة.
وأوضح في حوار مع موقع “ذا ليجل أجندا” نقله موقع “24ساعة”، أن إغلاق منفذ رأس اجدير الحدودي لا يعكس توازن القوى بين الحكومة والمليشيات المسلحة، بل هو صراع بين مليشيات متحالفة مع الدبيبة وأخرى تعتبر نفسها مهمشة.
وأوضح أن الطرابلسي، باعتباره أحد قادة المليشيات المتحالفة مع رئيس الحكومة، يسعى لفرض سيطرته على المعبر الحدودي، لكنه يواجه مقاومة من كتيبة زواره المسلحة، مضيفًا أن الطرابلسي لا يحظى بدعم من المليشيات في مدينة الزاوية للسيطرة على المعبر بالقوة، لذلك يلجأ لإغلاقه كوسيلة للضغط وإرغام خصومه على الاستسلام.
وقال إن ليبيا تفتقر حاليًا لقوات أمنية موالية للدولة ككل، بل لديها وحدات مختلفة تتحالف مع الجهات السياسية المتنافسة، التي تزداد قوة وتنظيمًا ولها وضع رسمي كقوات أمن الدولة، ومن المرجح أنها ستهيمن على المشهد الأمني.