نشرت صحيفة “يورشيا رفيو” الأميركية تقريراً تحليلياً تناولت فيه أبعاد التقارب الأخير بين رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة مع الجانب الصيني.
جدوى سعي الدبيبة لتفعيل 18 اتفاقية مع الصين
وتساءل التقرير الذي ترجمته صحيفة “المرصد”، عن جدوى سعي الدبيبة لتفعيل 18 اتفاقية مع الصين في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن العقود الماضية شهدت إقامة شراكات إستراتيجية شاملة بين بكين و8 دول عربية من بينها ليبيا.
ووفقاً للتقرير، باتت دول العالم العربي أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين والشريك التجاري السابع الأكبر لها، في الوقت الذي شاركت فيه هذه الدول في تعاون عسكري وتوريد صفقات أسلحة وتدريبات عسكرية ومناورات بحرية مشتركة في البحر.
وأرجع التقرير السعي الصيني لتعزيز الحضور في ليبيا وغيرها من الدول العربية لعدة عوامل، منها أمن الطاقة والمصالح التجارية والاستثمارية والهيمنة الإقليمية، مبيناً أن الاتفاقيات الـ18 شاملة تسهيل عودة الشركات الصينية لاستكمال مشاريعها في ليبيا والمشاركة في جهود إعادة الإعمار وتبادل السجناء لقضاء فترات سجنهم في بلدهم.
فهم بكين الدقيق للديناميكيات المحلية في ليبيا
واختتم التقرير بالإشارة إلى فهم بكين الدقيق للديناميكيات المحلية في ليبيا وتكييفها نهجها للاستفادة من الفرص الناشئة، ما قاد لتعزيز الدعم والتعاون المتبادلين بينها وبين ليبيا.
وفي سياق متصل، وصف الباحث السياسي، حسام الدين العبدلي، زيارة عبد الحميد الدبيبة لمنتدى التعاون العربي الصيني بمناورات يحاول من خلالها إنشاء تحالف سري مع بكين كبداية علاقات، لإيصال رسالة مفادها الضغط للدول المتدخلة في ليبيا بأن هناك دولة عظمى حليفة له.
وقال في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” ورصدها “المرصد الليبي”، إن كل السياسيين هم من أوصلوا ليبيا إلى هذا “الحظيظ” السياسي الموجودة به الآن، عن طريق تواطئهم مع للدول المتدخلة في ليبيا في سبيل بقائهم في السلطة، وهذا ما سبب في تردي في الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني للشعب الليبي، وحان الوقت الآن لتغييرهم عن طريق إجراء الانتخابات حتى في ظل هذا الانقسام الحالي بين الحكومتين.
وأكد أن هناك مصالح للدبيبة وللدولة الليبية مع الصين، وإحدى هذه المصالح هي محاولة عودة الشركات الصينية وتبادل المسجونين بين ليبيا وبكين، بالإضافة بأنها دولة عضو دائم في مجلس الأمم المتحدة وتمتلك حق الڤيتو في الأمم المتحدة، وبحسب المعطيات الموجودة الآن أن المجتمع الدولي والدول المتدخلة في ليبيا متفقة حول تشكيل حكومة جديدة تحل محل حكومة الوحدة الوطنية بالعاصمة طرابلس، لمحاولة إيصال ليبيا للانتخابات، ولكن الدبيبة يسعى لتحالفات جديدة منها الصين.
الدبيبة يسعى لترأس أي حكومة جديدة
وأشار إلى الدبيبة يسعى لترأس أي حكومة جديدة يتم اختيارها، ويحاول أن يكون على طاولة أي مفاوضات قادمة للبعثة الأممية أو المجتمع الدولي، ولقاءه في زيارته للصين بالرئيس التونسي قيس السعيد ولقاءه بالرئيس الإماراتي، حيث تعتبر هذه اللقاءات مهمة جدا لأن الإمارات دولة متدخلة في الشأن الليبي ولها كلمتها في محاولة من الدبيبة للتحالف من أجل مصالحه فقط.
ورجح أن الدول المتدخلة لا تريد اسم الدبيبة على رأس أي حكومة قادمة لذلك ذهب لتوطيد علاقات جديدة مع حلفاء جدد، ولا يوجد حليف قوي جديد إلا الصين واللعب على ملفات الاستثمار في ليبيا وتوقيع عدة اتفاقيات في محاولة منه منحها امتيازات لخلق تحالف قوى تمتلك حق الڤيتو في الأمم المتحدة.
واعتبر أن الدبيبة يريد إعطاء صورة للدول التي قام بزيارتها بالإضافة إلى لقاءه بالبعثة الأممية والسفراء الموجودين في ليبيا للبحث عن ترأس عن أي حكومة جديدة، في محاولة منه البقاء على رأس آخر حكومة قبل الانتخابات، ولكن المشكلة الحقيقية أنه يريد أن يكون مرشح للانتخابات الرئاسية القادمة.
وأكد أن مجلس النواب والأطراف الأخرى ليس لديها ثقة في الدبيبة أن يكون رئيس حكومة ومرشح لرئاسة ليبيا، لأنه قد يستخدم صلاحياته وإمكانياته للوصول للرئاسة.
وأوضح أن ليس بالخصم الهين، ولن يسلم السلطة بالطرق السهلة أو بالاتفاقات الدولية وهذا ما يفسر بقاءه رئيس حكومة، وعجز وفشل المندوب الأمني عبدالله باتيلي في تشكيل حكومة جديدة عن طريق جمع جميع الأطراف.
ولفت إلى من الممكن إجراء الانتخابات واستبعد شماعة أن الانتخابات لن تجرى إلا عن طريق حكومة جديدة، لأن قوات الشرطة والمفوضية العليا للانتخابات هي أجسام موحدة، وأن كانت هناك جدية لدى البعثة الأممية والمجتمع الدولي سوف تسعى لوجود انتخابات في ظل الظروف التي تمر بها ليبيا، لأن الشعب الليبي مستاء من هذا الوضع الذي يهدد وحدة تراب ليبيا.