ألقى موقع “رصيف 22” اللبناني، الضوء على الدعم الشعبي الكبير والزخم القبلي من قبائل ليبيا للدكتور سيف الإسلام القذافي داخل البلاد.
التوترات السياسية بين الروس والأمريكان
وأكد “رصيف 22 ” في تقرير له، أن التوترات السياسية بين الروس والأمريكان على الأراضي الليبية، لم تهدأ يومًا، ولعل أبرزها المطالب الأمريكية الأخيرة بتقديم سيف الإسلام القذافي إلى المحكمة الجنائية الدولية.
رفض شعبي داخلي وخارجي
وأشار إلى أنه سبق أن صدرت بحق سيف الإسلام مذكرة توقيف دولية، بدعوى ارتكابه جرائم حرب ضد الإنسانية، وقد وُجِهت تلك المطالب برفض شعبي داخلي وخارجي حاد لتدخل المحكمة الدولية في الشأن الليبي.
دفاع اتحاد القبائل الليبية
وشدد على المطالب فتحت دفاع اتحاد القبائل الليبية عن نجل الزعيم الراحل في خضم زخم قبلي يحظى به، علاوة على أن ليبيا لم توقع على بروتوكول المحكمة، وليست عضوة بها، وتدخُّل القوى الكبرى زاد من اشتعال الأمور في ليبيا، ووسّع الفجوة بين الفرقاء.
وأكد انه منذ أن تدخلت طائفة من القوى العظمى الدولية في الأزمة الليبية وقد ازداد الوضع اشتعالاً، علاوة على أنه لم تقدم أي قوة سياسية ما يسمح بالوصول إلى مصالحة حقيقية جامعة، بل تفنّنت المشروعات الدولية في توسيع الفجوة بين الأطراف الليبية.
ولفت إلى اتسام أداء كل دولة بالبحث عن مصالحها، بدعوى العمل على إعادة الأمن والسلم في البلاد، مع وجود هذا الكم من المشروعات الأجنبية المتضاربة على الأراضي الليبية يمثل تهديدًا واضحًا لكل مشروع وطني يسعى إلى حل الأزمة.
في مارس 2024، وقبل قرابة شهر من الموعد المزمع للمؤتمر، قررت ما يسمى بقيادة الجيش تعليق المشاركة فيه، والانسحاب من اجتماعاته التحضيرية بسبب سحب المجلس الرئاسي قرار ضم قتلى وجرحى الجيش من هيئة الشهداء.
حشد لعائلات في الزنتان لتأييد سيف الإسلام
وانتقد أداء نائب رئيس المجلس الرئاسي ومسئول ملف المصالحة، محمد اللافي، متهماً إياه بالتحيّز وإلاقصاء والمراوغة، مطالباً بأن يسحب الاتحاد الأفريقي مسؤولية ملف المصالحة من أيدي المجلس الرئاسي.
بعد ذلك بأيام قليلة، قامت عدة عائلات في الزنتان بحشد كبير، أعلنت خلاله دعم ترشح سيف الإسلام نجل القذافي للانتخابات الرئاسية، ولم تمر إلا ساعات قبل أن يتم اختطاف رئيس الفريق بلجنة التحضير لمؤتمر المصالحة، الشيخ علي أبو سبيحة والذي مازال محبوسًا لدى مليشيات حفتر لليوم ال45.
حبس الشيخ علي أبو سبيحة
وأوضح التقرير، أنه كانت هناك حالة تنديد واستنكار من غالبية القبائل الليبية، واتهامات لحفتر بالمسؤولية عن اختطاف الشيخ المُسن وإخفائه في بنغازي بعد نقله بطائرة إلى هناك.
ولفت التقرير إلى أنه قبل نهاية 2023، انسحب فريق سيف الإسلام القذافي من المشاركة في مشروع المصالحة الوطنية، بسبب التصميم على عدم الإفراج عن المعتقلين، وعلى رأسهم رئيس جهاز المخابرات في عهد القائد الشهيد القذافي، عبدالله السنوسي.
وأوضح، أنه رغم محاولات الاتحاد الإفريقي والمجلس الرئاسي العمل على عودة الفريق للاجتماعات التحضيرىة للمؤتمر، لم تنجح جهودهم لعدم قدرتهم على رأب الصدع، حيث تسيطر مليشيات متعددة على مجموعات من المعتقلين، وتضعهم في سجون خارج هيمنة الحكومتين اللتين تديران البلاد.
حالة غضب بين الليبيين بسبب التدخل السافر في شؤونهم الداخلية
وأحدثت مطالبة مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في كلمته خلال جلسة مجلس الأمن الدولي،، بتسليم الدكتور سيف إلى الجنائية الدولية حالة من الغضب والرفض المتصاعدين في الأوساط الليبية.
وجاءت حالة الغضب بين الليبيين بسبب التدخل السافر في شؤونهم الداخلية وفرض عليهم ما تقرره وفق مصالحها الشخصية التي تتعارض مع نظام ديمقراطي جديد في ليبيا يقوده الدكتور سيف الإسلام القذافي.