أكد مصدر دبلوماسي، أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة طلب خلال لقائه مع رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وساطة مع المنطقة الشرقية من أجل استمرار حكومته مقابل تعديلها.

استباق الحوار الثلاثي

وأضاف المصدر في تصريحات نقلها موقع “أبعاد”، أن الدبيبة يسعى من خلال هذه الوساطة إلى استباق الحوار الثلاثي الذي ترعاه الجامعة العربية هذا الشهر، بالإضافة إلى الخطة التي ستعلنها البعثة الأممية والتي تركز على إنهاء الانقسام الحكومي والمؤسساتي القائم في ليبيا.

ومن المتوقع أن تقدم الممثلة الخاصة للأمين العام بالإنابة ستيفاني خوري إحاطتها أمام مجلس الأمن في الـ 19 من يونيو الجاري، لعرض ملامح خطتها بعد تواصلها مع كافة الأطراف المحلية والدولية.

الدبيبة يطمئن أردوغان

وفي سياق متصل، أكد علي أوحيدة الكاتب والمحلل السياسي الليبي، أن رئيس حكومة تصريف الأعمال الليبية عبد الحميد الدبيبة، طمأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن المصالح التركية في ليبيا لن تتأثر بالشركات الصينية.

جاء ذلك خلال لقاء الدبيبة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال طريق عودته من الصين بعد حضوره منتدى التعاون العربي الصيني.

وأكد في تغريده له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، نقلها موقع “المرصد”، أن الدبيبة يتوقف في أنقرة، ويجتمع مع أردوغان، ويطمئن الأتراك في طريق عودته من الصين، بأن الشركات الصينية لن تحل محل المصالح التركية في ليبيا.

إنشاء تحالف سري مع بكين

وفي سياق متصل، وصف الباحث السياسي، حسام الدين العبدلي، زيارة عبد الحميد الدبيبة لمنتدى التعاون العربي الصيني بمناورات يحاول من خلالها إنشاء تحالف سري مع بكين كبداية علاقات، لإيصال رسالة مفادها الضغط للدول المتدخلة في ليبيا بأن هناك دولة عظمى حليفة له.

وقال في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” ورصدها “المرصد الليبي”، إن كل السياسيين هم من أوصلوا ليبيا إلى هذا “الحظيظ” السياسي الموجودة به الآن، عن طريق تواطئهم مع للدول المتدخلة في ليبيا في سبيل بقائهم في السلطة، وهذا ما سبب في تردي في الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني للشعب الليبي، وحان الوقت الآن لتغييرهم عن طريق إجراء الانتخابات حتى في ظل هذا الانقسام الحالي بين الحكومتين.

وأكد أن هناك مصالح للدبيبة وللدولة الليبية مع الصين، وإحدى هذه المصالح هي محاولة عودة الشركات الصينية وتبادل المسجونين بين ليبيا وبكين، بالإضافة بأنها دولة عضو دائم في مجلس الأمم المتحدة وتمتلك حق الڤيتو في الأمم المتحدة، وبحسب المعطيات الموجودة الآن أن المجتمع الدولي والدول المتدخلة في ليبيا متفقة حول تشكيل حكومة جديدة تحل محل حكومة الوحدة الوطنية بالعاصمة طرابلس، لمحاولة إيصال ليبيا للانتخابات، ولكن الدبيبة يسعى لتحالفات جديدة منها الصين.

يسعى لترأس أي حكومة جديدة

وأشار إلى الدبيبة يسعى لترأس أي حكومة جديدة يتم اختيارها، ويحاول أن يكون على طاولة أي مفاوضات قادمة للبعثة الأممية أو المجتمع الدولي، ولقاءه في زيارته للصين بالرئيس التونسي قيس السعيد ولقاءه بالرئيس الإماراتي، حيث تعتبر هذه اللقاءات مهمة جدا لأن الإمارات دولة متدخلة في الشأن الليبي ولها كلمتها في محاولة من الدبيبة للتحالف من أجل مصالحه فقط.

ورجح أن الدول المتدخلة لا تريد اسم الدبيبة على رأس أي حكومة قادمة لذلك ذهب لتوطيد علاقات جديدة مع حلفاء جدد، ولا يوجد حليف قوي جديد إلا الصين واللعب على ملفات الاستثمار في ليبيا وتوقيع عدة اتفاقيات في محاولة منه منحها امتيازات لخلق تحالف قوى تمتلك حق الڤيتو في الأمم المتحدة.

واعتبر أن الدبيبة يريد إعطاء صورة للدول التي قام بزيارتها بالإضافة إلى لقاءه بالبعثة الأممية والسفراء الموجودين في ليبيا للبحث عن ترأس عن أي حكومة جديدة، في محاولة منه البقاء على رأس آخر حكومة قبل الانتخابات، ولكن المشكلة الحقيقية أنه يريد أن يكون مرشح للانتخابات الرئاسية القادمة.

وأكد أن مجلس النواب والأطراف الأخرى ليس لديها ثقة في الدبيبة أن يكون رئيس حكومة ومرشح لرئاسة ليبيا، لأنه قد يستخدم صلاحياته وإمكانياته للوصول للرئاسة.

وأوضح أن ليس بالخصم الهين، ولن يسلم السلطة بالطرق السهلة أو بالاتفاقات الدولية وهذا ما يفسر بقاءه رئيس حكومة، وعجز وفشل المندوب الأمني عبدالله باتيلي في تشكيل حكومة جديدة عن طريق جمع جميع الأطراف.

ولفت إلى من الممكن إجراء الانتخابات واستبعد شماعة أن الانتخابات لن تجرى إلا عن طريق حكومة جديدة، لأن قوات الشرطة والمفوضية العليا للانتخابات هي أجسام موحدة، وأن كانت هناك جدية لدى البعثة الأممية والمجتمع الدولي سوف تسعى لوجود انتخابات في ظل الظروف التي تمر بها ليبيا، لأن الشعب الليبي مستاء من هذا الوضع الذي يهدد وحدة تراب ليبيا.

Shares: