أعلنت مصادر من أسرة النائب البرلماني إبراهيم الدرسي، أن مليشيات المواطن الأمريكي خليفة حفتر أبلغتهم رسمياً بوفاة الدرسي، دون الكشف عن أسباب الوفاة أو مكان جثمانه.

جثمان الدرسي

وأكدت المصادر، في تصريحات نقلتها قناة “فبراير”، أن المليشيات لم تعثر على جثمان الدرسي حتى الآن، ولم تُعلن الأسباب التي أدت إلى اختطافه وقتله.

وأضافت، أن المليشيات أبلغت الأسرة بمصير الدرسي خلال لقاء حفتر الأيام الماضية مع مشايخ قبيلة الدرسة، مؤكدة أنها ستعلن رسمياً عن مقتله وستنشر نتائج التحقيقات.

ميليشيات المواطن الأمريكي خليفة حفتر

ولا تزال ظروف مقتل النائب البرلماني إبراهيم الدرسي غامضة، في حين تعهدت مليشيات حفتر بالكشف عن ملابسات الحادث في وقت لاحق.

وفي سياق متصل، يرى المحامي والناشط الحقوقي بلقاسم القمودي، أن هناك صلة كبيرة بين تصريحات النائب إبراهيم الدرسي واختطافه علي يد ميليشيات المواطن الأمريكي خليفة حفتر.

ويرجّح القمودي في تصريحات نقلتها صحيفة “العربي الجديد” الممولة من قطر، أن إبراهيم الدرسي نُقل إلى أحد السجون السرية داخل معسكر حفتر الرئيسي، بعد أن تورطت مليشيا تابعة لأحد أولاده في اختطافه على خلفية الانتقادات التي وجهها الدرسي لهم.

ولا يوافق القمودي على أن الدرسي لقي مصير سرقيوة لعدة اعتبارات، أهمها وجود ظهير قبلي للدرسي يمكن أن يسبب لحفتر قلقا يتزايد بانضمام القبائل الأخرى الساخطة عليه، كقبيلة البراغثة التي لا يزال ما تعرضت له في أكتوبر الماضي في أثناء مقتل ابنها المهدي البرغثي، الوزير السابق، قريباً، وكذلك قبائل أخرى.

فرج قعيم

وقال إن كل ما يفعله حفتر الآن هو إطالة أمد الحادثة حتى يطويها الوقت ويطلق سراحه، وقد حدث هذا في السابق مع العديد من الشخصيات، مشيراً إلى أن نائب وزير الداخلية الحالي بحكومة مجلس النواب، فرج قعيم، تعرّض مقره في بنغازي لاقتحام مسلح عام 2018، بسبب تصريحات مناوئة لحفتر، واعتقل لعدة أشهر قبل أن يفرج عنه ويرجع للعمل في معسكر حفتر كإحدى الشخصيات البارزة.

ويستند القمودي في رأيه إلى مسارعة وزارة الداخلية في حكومة البرلمان إلى نفي مقتل الدرسي، ومحاولة إظهار الحادث في طابع جنائي بالحديث عن العبث بسيارته وسرقة بيته، معتبراً أن بيان الوزارة “قرينة قد تشير إلى علم الوزارة بوجود الدرسي حياً في أحد المقارّ العسكرية لحفتر بعد تورط أحد أولاده بذلك دون علمه، فطريقة الاعتقال قريباً من احتفال يوجد فيه هو شخصياً إجراء لن يوافق عليه حفتر لو كان يعلمه، ولم يكن هناك بد إلا التعامل بهذه الطريقة لكسب الوقت وإطلاق سراحه بعد هدوء الأوضاع.

حادثة الدرسي

ويعتبر القمودي أن تعامل قيادة حفتر مع حادثة الدرسي يشير إلى “ارتباك يعكس فقدان حفتر السيطرة على قرارات أولاده، فبالعودة إلى حادث البرغثي ومحاصرة بيته ومقتله، كان حفتر حينها في زيارة معلنة لدولة النيجر عندما قطع زيارته ورجع إلى بنغازي، وبدأ سلسلة الإجراءات المرتبكة فوراً بقطع الاتصالات عن المدينة وشنّ حملة أمنية لوأد غضب قبيلة البراغثة.

وواصل: من ثم تقديم رواية غريبة مفادها أن البرغثي يقود حملة زعزعة لاستقرار المدينة برفقة خلايا نائمة، ثم إرجاء الكشف عن مصير البرغثي لعدة أشهر قبل أن يبلغ ذويه بأنه توفي وتم دفنه، مضيفاً أنّ “في حادثة الدرسي يبدو حفتر سارع لتدارك الأمر لإنقاذ أوضاعه بتأمين حياة الدرسي قبل أن يطلق سراحه بعد عدة أشهر في هدوء”.

ويشير القمودي إلى وصوله إلى ما يفيد بوجود قلق لدى قيادة حفتر حول إمكانية أن يفتح حادث الدرسي ملف الإخفاء القسري واختطاف المعارضين الذي يضم شخصيات بارزة كسهام سرقيوة، وقال: “هناك أصداء لهذا القلق في أوساط كبار مسؤولي مديرية أمن بنغازي بعد أن استدعى حفتر أكثر من مسؤول أمني لمناقشة ملف السجون”.

وذكر أن حفتر “في وضع حرج، فالحادث وقع بعد مغادرة الدرسي لاحتفال عسكري حضره حفتر نفسه، ولذا فالأمر نذير سيّئ بالنسبة إليه لأنه يسقط شعارات المؤسسة العسكرية النظامية التي يقودها والأمن الذي حققته في بنغازي”.

واهتمت بمصير النائب إبراهيم الدرسي منظمات دولية، منها البعثة الأممية في ليبيا التي دعت السلطات في شرق البلاد إلى تحديد مكان الدرسي وتأمين إطلاق سراحه فوراً، وكذلك منظمة هيومن رايتس ووتش، التي طالبت بضرورة فتح تحقيق شامل عن ملابسات الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه.

ومن جهته، طالب مجلس النواب في بيان، جميع الأجهزة الأمنية، ببذل قصارى جهدها للكشف عن وضع النائب، والعمل على فك أسره وضمان عودته سالمًا.

وأدان المجلس حالات الاختطاف والتغييب والاعتداء أيًا كان مصدرها وأيًا كان ضحيتها، ويعدها مخالفة للقانون والشرع والأخلاق، داعيا مكتب النائب العام بالتحقيق في الواقعة وتقديم المدانين للعدالة.

بعثة الأمم المتحدة في ليبيا

ومن ناحيتها، دعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا السلطات المختصة في البلاد إلى تحديد موقع عضو مجلس النواب، إبراهيم الدرسي، مطالبة السلطات بإجراء تحقيق شامل في ملابسات اختفائه ومحاسبة المسؤولين وفقا للقانون.

وأعربت البعثة الأممية، في بيان عبر حسابها على منصة “إكس” عن قلقها العميق إزاء اختطاف الدرسي، مشيرة إلى إدانتها جميع أشكال الاحتجاز التعسفي في جميع أنحاء ليبيا.

كما أصدرت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا بيانا مشتركا حول اختفاء عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي منذ أيام.

Shares: